
أنا من سكّان قرية قَرْيُوت قضاء نابلس. أنا أملك قطعة أرض زراعيّة مساحتها نحو خمسة دونمات في الجانب الغربيّ من القرية، والمعروف باسم فطيشة. تقع قطعة الأرض على بُعد نحو خمسة كيلومترات شماليّ بيوت مستوطنة عيلي وثلاثة كيلومترات عن شارع المستوطنة الأمنيّ. في الأرض نحو 100 شجرة زيتون مُعمّرة جدًا، عمرها 100 سنة وأكثر، وتُعرف بالرّوميّة. يسكن وحده في أراضي القرية مستوطن اسمه “ك.هـ.”، ومعروف عنه أنّه إنسان عنيف، يحرق ويقتلع ويُخرّب الأشجار. وقد قُدّمت ضدّ “ك.هـ.” شكاوى كثيرة، وأنا نفسي قدّمتُ ضدّه شكوى قبل نحو عامين بخصوص اقتلاع وتخريب الأشجار. قبل نحو الشهر أمسكوه متلبّسًا ومعه منشار وأنا أتعجّب من عدم اعتقاله.
في السّاعة 00:30 ليلًا من يوم 31.3.2014 رأى أشخاص من قرية تلفيت القائمة مقابل قطعة الأرض، دخانًا يتصاعد من أراضي قريوت، فقاموا بإبلاغ مجلس القرية بذلك، الذين أذاعوا عبر مكبّرات المسجد لأهالي قريوت، أنّ الدخان يتصاعد من أراضيهم. سمعتُ باندلاع حريق، وفي الساعة 1:30 بعد منتصف الليل توجّهتُ إلى قطعة الأرض التي أملكها.
عند وصولي رأيتُ نحو عشر شجرات زيتون تحترق. الجذوع في كلّ الأشجار المُعمّرة فارغة، والشخص الذي أضرم النار سكب السولار في داخل الجذوع وأحرق الشجرة تلو الأخرى. رأيتُ الأشجار تحترق من الأسفل إلى الأعلى. لا توجد مياه في الموقع ولم يكن بالإمكان إطفاء الحريق. في الساعة 2:00 وصلت المطافئ من قرية بورين. كانت النّار ما تزال مشتعلة إلّا أنّ رجال الإطفاء غادروا الموقع من دون إطفاء النّار بادّعاء أنّ الدخول إلى المنطقة يستوجب التنسيق مع الجيش الإسرائيليّ. لا أعرف من أصدر الأمر بمغادرة الموقع. بقيتُ في الموقع حتى السّاعة 4:00 صباحًا، وكانت النار ما تزال تشتعل إلى أن احترقت الأشجار بالكامل.
احترقت 10-11 شجرة، من بينها شجرتان بملكيتي. لم يرَ أهل القرية مُشعل النار. في صبيحة الغداة كنّا نملك تنسيقًا مع الجيش الإسرائيليّ للوصول إلى أشجارنا بجانب الشارع الأمنيّ الخاصّ بمستوطنة عيلي من أجل الحراثة. قرابة السّاعة 10:00 حضر إلى الموقع شرطيّون إسرائيليّون وقالوا إنّهم يرغبون بفحص موقع الحريق. ذهبتُ معهم ومع طاقم التحليل الجنائيّ إلى موقع الحريق، والتقطوا صورًا للأشجار وجمعوا عيّنات من المادة المشتعلة. أدليتُ أمامهم بإفادتي ووقّعتُ عليها. قالوا لي إنّهم لو احتاجوا إلى معلومات أخرى فسيكونون معي على اتصال. في الإفادة التي أدليتُ بها أمام المحقّقين قلتُ إنّني أعتقد أنّ المستوطن “ك.هـ.” مسؤول عن إضرام الحريق، لأنّ لا أحدَ غيرها يتجوّل في المكان. قال لي المحقق إنّهم أمسكوا بشخص ما في الليلة التي سبقت وصولي إلى الأرض، وعرفتُ من الأخبار أنّه “ك.هـ.”.
قبل عاميْن اُتّهم “ك.هـ.” في المحكمة وأُبعِد لستّة شهور عن المنطقة، إلّا أنّ قرار الحُكم لم يُنفّذ. وثمة لائحة اتهام أخرى عالقة ضدّه بخصوص الاعتداء على أحد مُزارعي قريوت {قُدّمت شكوى بمساعدة ييش دين}، ولا أعرف لماذا لم يُعتقل للآن ولا يقبع في السجن. أنا آملُ أن يتلقّى هذه المرّة العقوبة التي يستحقّها وأن يُبعد عن المنطقة.
قرار سلطات تطبيق القانون في نهاية التحقيق
أدين المتهم بناءً على اعترافه في إطار صفقة ادّعاء بمخالفة إضرام النار. في يوم 15.3.2017 صدّقت المحكمة المركزيّة في القدس إطار الصفقة وحكمت على “ك.هـ.” بستة أشهر حبس يقضيها في خدمة الجمهور، وبالحبس مع وقف التنفيذ لستة أشهر (لثلاث سنوات)، وبتعويض المشتكين بمبلغ 5,000 ش.ج.