
أنا من سكّان قرية عينابوس التي تقع جنوب نابلس، وأعيش في الحارة الشماليّة للقرية، على الشارع المؤدّي إلى المدرسة فيها. على بُعد نحو 500 متر شماليّ البناية التي تسكنها عائلتي، على قمّة الجبل، تقع البؤر الاستيطانيّة التابعة لمستوطنة يتسهار. نحن وسائر سكّان القرية نعاني عنف المستوطنين الذين ينزلون من البؤر الاستيطانيّة ويُتلفون الأشجار، ويطردون المزارعين بالقوّة، ويصلون حتى منازل الحيّ ويُلقون الحجارة. قبل نحو سنة أحرقوا سيّارة في الحيّ وقبل أسبوعين ثقبوا إطارات أربع سيّارات وألحقوا الأضرار بمدرسة القرية.
في يوم 17.5.2012 كنتُ نائمًا في البيت. في السّاعة الثانية قبل الفجر سمعت فجأة صوتًا في الخارج ونباح كلاب. استيقظتُ واقتربتُ من شُبّاك الغرفة. شممتُ رائحة دخان واحتراق. خرجتُ على الفور إلى الشرفة ورأيتُ ثلاث- أربع شخصيّات تقف تحت الشجرة بجانب العمارة. بدوا لي مستوطنين، لأنّهم كانوا بسوالف وكيݒاه (قلنسوات) وبناطيل سوداء وقمصان بيضاء. عندما رأوني بدأوا بالهرب باتّجاه البؤرة الاستيطانيّة. بدا لي أنّهم شبّان صغار لأنّ ركضهم كان سريعًا. لم أستطع التعرّف إليهم بسبب العتمة، ولأنّ الوضعيّة التي كنتُ فيها منعتني من التركيز. خفت من الخروج واللحاق بهم لأنّن كنتُ أخشى من أن يكونوا مُسلّحين.
في تلك الأثناء كانت مقدّمة السيّارة التي ركنت بجوار باب المدخل الرئيس للعمارة تشتعل بقوّة. أوّل ما خطر ببالي هو إطفاء الحريق لأنّني خشيت من دخول النار إلى المبنى. بدأتُ بطلب المساعدة واستيقظ والدي وأخي. لدينا خارج البيت حنفيّة وأنبوب، وبدأنا بإطفاء النار. دخل الدخان إلى البيت وبدأنا بإخراج الأولاد وسائر سكّان المبنى. بعد نحو 20 دقيقة، وبعد أن احترقت مقدّمة السيّارة برُمّتها، نجحنا في السيطرة على النار. احترق باب المبنى الأماميّ كلّه، وغطّى الدخان الأسود (السخام) الحائط الأماميّ. كانت السيّارة تركن إلى جانب مدخل المبنى وبأعجوبة لم تتغلغل النار إلى داخل المبنى.
في الساعة 02:30 اتّصلتُ بالشرطة الفلسطينيّة في عوريف، وبشرطة أريئيل ومديريّة الارتباط الإسرائيليّة. قرابة السّاعة الثامنة والنصف صباحًا حضرت الشرطة الإسرائيليّة. أخذ الشرطيّون بصمات الأصابع والتقطوا صورًا للسيّارة. وحضر أيضًا أفراد من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة. سافرت بمعيّة الشرطيّين إلى شرطة أريئيل وقدّمت شكوًى.
السيّارة من نوع يونداي سنة 2006، وقيمتها في السّوق 35,000 ش.ج.