
في الساعة 20:20 من يوم السبت الموافق 8.3.2009، اتّصل بنا رجال الأمن من مستوطنة بيتار عيليت وأخبرونا بأنّ أرضنا تحترق. طلب رجال الأمن الحصول على مفتاح بوابة السّور المحيط بالأرض ليتمكّن رجال الإطفاء والشرطة من الدخول إلى الأرض. نعرف رجال الأمن هؤلاء من أحداث سابقة، وتربطنا بهم علاقة طيّبة. مفتاح البوابة موجود لدى رجال الأمن، ولكن يبدو أنّه لم يكن بحوزة رجال الأمن المناوبين يوم السبت.
توجّهتُ فورًا إلى الأرض برفقة شقيقيّ “م” و”ع”، وكان المفتاح بحوزتي. وصلنا إلى المكان بعد خمس دقائق تقريبًا، والتقينا بالشرطة عند وصولنا إلى المدخل الرئيس للمستوطنة. دخلنا إلى الأرض مباشرة، وفتحنا البوابة وركضنا بسرعة باتجاه مستودع المعدّات الذي تعالت منه ألسنة النار. قبل وصولنا، كنّا قد خمّنا بأنّ المستودع احترق، لأنّ باقي أجزاء الأرض كانت خضراء وغير قابلة للاشتعال.
عندما وصلنا إلى الأرض، رأينا المستودع مشتعلًا. كنّا قد وضعنا بجانب المستودع برميل ماء كبيرًا، تبلغ سعته حوالي 150 لترًا، وأنبوب ماء. وجدنا دلوًا وأخذنا نسكب الماء لإخماد الحريق. جميع معدّات العمل كانت داخل المستودع، ونجحنا أخيرًا في فتح صنبور الماء والسيطرة على الحريق. استغرق ذلك عشرين دقيقة تقريبًا، وبعد حوالي ساعة نجحنا في إخماد الحريق كليًّا. عندما وصلنا إلى قطعة الأرض، انتظرت سيارات الشرطة والإطفاء في الخارج، وعندما عرفوا أنّنا أصحاب الأرض وأنّنا فتحنا البوابة لإخماد الحريق، تبعونا. حدث ذلك بعد أن أوشكنا على إخماد الحريق بالكامل. وثّقت الشرطة تفاصيلَ الواقعة، لم تلتقط أيّ صور، ودَعَتنا الشرطيّة لأخذ الورقة التي تحتوي تفاصيل الواقعة إلى شرطة عتصيون لتقديم شكوى.
نقدّر أنّ النار أُضرمت قبل حوالي ساعتيْن؛ فعند وصولنا، كانت النيران قد خمدت من تلقاء نفسها، بعد أن التهمت جميع المعدّات التي وُجدت داخل المستودع. كان شقيقي “ع” في الأرض في ذلك اليوم حتى ساعات ما بعد الظهر (15:00-16:00) ولم يرَ شيئًا.
من الواضح أنّ النار أُضرمت بشكل مُتعمّد، لأنّ المستودع مُغلق بإحكام؛ فهو مصنوع من الخشب ومغطّى بألواح الصفيح. انحصرت النار داخل ألواح الصفيح إلى أنّ انفجرت اسطوانة الغاز التي كانت موجودة داخل المستودع، وانتشر الحريق في سائر أجزاء المستودع. لإضرام النار، أُحدثت فتحة في الجدار، وقد صوّرت الشرطة ذلك.
عدنا إلى المنزل في الساعة 21:30، وفي اليوم التالي ذهبت مع شقيقي “م” لتقديم شكوى في عتصيون قرابة الساعة 14:00. عدنا إلى الأرض برفقة الشرطة التي صوّرت المكان. قُدّمت الشكوى على اسم شقيقي “م”، وأدليت أنا بإفادتي.
أقدّر أنّ حجم الضرر الذي لحق بالمستودع لا يقلّ عن 15,000 شيكل. احتوى المستودع أدوات عمل: مطارق، ومجارف، وأدوات حراثة التي تُربط إلى الحمار، ومعاول، وصندوق مليء بالأدوات، ومعدّات تقليم وزُرديّات. تبلغ مساحة الأرض 35 دونمًا، وقد جمّعت أدوات العمل هذه على مدار سنوات عديدة. كان هناك أيضًا سرير، وكراسٍ، وأفرشة وأواني مطبخ.
التهمت النيران أيضًا أربع أشجار زيتون مجاورة للمستودع، ومساحة 10 متر مربّع نبت فيها الشعير.