
أنا من سكّان يِتْمَا، أشتغل في البناء، وأعمل منذ ثلاثة شهور في مستوطنة شيلو، ومعي تصريح من الإدارة المدنيّة. أنا أعمل لدى مقاول فلسطينيّ من قرية قبلان. متزوّج وأب لابنتيْن، الأولى عمرها أربع سنوات والثانية سنتان، وأنا المُعيل الوحيد.
في يوم 17.3.2011 وصلتُ إلى العمل في المستوطنة السّاعة السّابعة صباحًا وبدأتُ العمل. قرابة السّاعة التاسعة والنصف كنتُ مستغرقًا في العمل على سطح مبنى من طابقيْن وفجأة سمعت شخصًا ما يصرخ، وقال لي “تعالَ”، ولم أكد أدير بصري حتى تلقيتُ ضربة قويّة في رأسي بقضيب من حديد. كان المعتدي مُلثّمًا. بعد الضربة رأيت شخصًا آخر، له سالفان، وعندها رشّوا غاز الفلفل على عينيّ. كانوا أكثر من ثمانية مستوطنين ملثّمين. بدأت بالصراخ طالبًا النجدة. صحيح أنّني كنتُ على السطح وحدي إلّا أنّ عاملًا آخر من قبلان كان موجودًا في الطابق الأول. وقعتُ على الأرض وواصل المعتدون ضربي، وكانوا جميعهم يحملون القضبان الحديديّة. وواصلتُ الصراخ.
يجد حارس يهوديّ دائم للمبنى اسمه “م”. بعد أن ضربوني لنحو خمس دقائق وصل الحارس. حاول أن يخلّصني منهم وأن يدفعهم، إلّا أنّهم دفعوه ورشّوا الغاز عليه أيضًا، فلم ينجح. وقد جاء العامل الفلسطينيّ من الطابق السفلي أيضًا لمساعدتي، إلّا أنّه لم ينجح بذلك.
في مرحلة معيّنة حاولت الوقوف إلّا أنّهم دفعوني على الأرض وحملوا البلوكات وضربوني بها على الرأس والكتف والأضلاع، وعلى رجلي أيضًا. رأى “م”، الحارس اليهوديّ، أنّ المسألة خطيرة فاتّصل بمُركّز أمن المستوطنة. عندما رأى المعتدون أنّ يتّصل هربوا من الموقع وأبقوني نازفًا. بعد دقائق عدّة وصل المُركّز الأمنيّ واتّصل بسيّارة إسعاف.
واصلتُ النزف قرابة 19-15 دقيقة إلى حين وصول سيّارة إسعاف إسرائيليّة فتلقيت الإسعاف الأوّليّ. أخذوني إلى مفترق سنجل على شارع 60، واتّصلوا بسيّارة إسعاف فلسطينيّة، أخذتني بدورها إلى مستشفى في رام الله. مكثت هناك لتلقّي العلاج نحو 3-4 ساعات. لديّ 14 قطبة في الرأس وهو معصوب. لم أُصَب بالكسور إلّا أنّني أعاني الرضوض الصعبة.
في ذلك اليوم اتّصل بي المقاول وأخذني مع صاحب البيت اليهوديّ لتقديم شكوى لدى شرطة بنيامين. قدّمت الشكوى وأدليت بإفادتي. المشكلة أنّ المعتدين كانوا مُلثّمين ورشّوا عينيّ، فكان من الصعب عليّ التعرّف إليهم. رأيتُ الموت أمامي. في المجمل كنتُ أسعى لكسب رزقي. أنا أعاني آلامًا في رأسي وعيناي حمراوان وتدمعان. أنا مصدوم ولا أنجح بالعودة إلى الروتين اليوميّ.