
بيتي عبارة عن خيمة واقعة بين مستوطنة سوسيا وقرية السمّوع. حقل القمح مجاور لخيمتي، والاعتداء وقع عند أطراف الحقل.
في يوم السبت الموافق 17.2.2007 كنت في بيتي. في الساعة 15:00 أتى مستوطنان راعيان، بدا لي أنّهما من مستوطنة سوسيا، مع قطيع يضم 200-250 رأسَ غنم، ووقفا فوق التلّة على بعد 50 مترًا من خيمتي، لا يمكنني التعرّف إليهما. وقف ثلاثة مستوطنين آخرين على بعد 200 متر من الخيمة. أدخل المستوطنان الأغنام إلى حقلي المجاور للخيمة والمزروع بالقمح.
سرت نحوهما وقلت لهما بالعربيّة إنّ هذه الأرض أرضي وإنّ هذا القمح هو قمحي الذي أصنع منه خبزي اليوميّ. كانت تلك المرة الأولى التي أراهما فيها. قال لي المستوطن: “اِخرس!”. حاولت طرد الأغنام من حقلي. سار المستوطن نفسه نحوي وأمسك بسترتي. قال للمستوطن الآخر بالعبريّة: “هيا ساعدني”.
حضر الآخر وهو يحمل حجرًا بحجم كفّ يده، يزن نصف كيلو تقريبًا، وضربني به على فمي. كسر لي سنّيْن، وأخذت أنزف من فمي وأنفي. سقطت أرضًا، من ثم ركضتْ نحوي زوجة ابني. عندما رأى المستوطنان أنّني أخذت أنزف وسقطت أرضًا، أخذا أغنامهما وهربا من المكان.
بعد نصف ساعة، حضر إلى المكان جيراني من قرية السمّوع. طلبت منهم الاتصال بشرطة كريات أربع. بعد نصف ساعة، حضر شرطيّان و6 سيارات جيݒ عسكريّة وسيارة إسعاف عسكريّة. بسبب الأمطار، لم يتمكّنوا من الوصول بسياراتهم إلى الموقع الذي كنتُ فيه، لذلك تركوا السيارات بعيدًا وأتوْا مشيًا على الأقدام. عند وصولهم، كنت ما أزال مُمدّدًا في الحقل.
سألوني: “أين اعتدوا عليك؟”، قلت لهم: “هنا”. سألوا: “هل أنت مالك الحقل والخيمة؟”، أجبتهم بـ “نعم”. التقطوا صورًا لي وللحقل والخيمة. من ثمّ سألوا: “من كان هنا؟”، أجبتُ قائلًا: “أنا وزوجة ابني”.
دعاني أحد رجال الشرطة لتقديم شكوى في كريات أربع. قام المسعفون بتضميدي في الحقل. اصطحبوني إلى مفرق زيـﭪ، ومن هناك أقلّتني سيارة إسعاف فلسطينيّة إلى مستشفى “أبو الحسن القاسم” في يطا، ومن ثم نُقلت إلى “المستشفى الأهلي” في الخليل لأنّني كنت بحاجة لصورة أشعة سينيّة. أجريت الصورة ومن ثم نُقلت إلى مستشفى “عالية” الحكوميّ في الخليل. وصلت إلى مستشفى “عالية” في التاسعة مساءً.
عدت إلى البيت في الليلة نفسها. في اليوم التالي، أخذت التقرير الطبيّ الذي تُرجم للإنجليزيّة في المستشفى وذهبت إلى محطة الشرطة برفقة اثنين من أبنائي. سألني الشرطيّ عمّا حدث، وأراني ألبوميْ صور يحتويان 30 صورة وسألني ما إذا أمكنني التعرّف إلى أحدهم. لم أتعرّف إلى أيّ منهم.
سلّموني مستند الشكوى وأعلموني بأنّهم سيبحثون عن المعتدين لمدة شهرين. من ثم قالوا إنّه إن انقضى شهران ولم أتلقَّ اتصالًا منهم، فعليّ معاودة الاتصال بهم للاستفسار حول التطوّرات بخصوص الشكوى.
لم أتلق أيّ علاج آخر.
في يوم السبت الموافق 17.2.07، في الساعة الثالثة بعد الظهر، كنتُ بجوار بيتي، على بعد 25 مترًا من بيت حمويّ. رأيت مستوطنين يدخلان الحقل مع قطعانهما. لا يمكنني التعرّف إليهما. رأيت من بعيد ثلاثة مستوطنين آخرين، كان أحدهم ملثّمًا. لم يكونوا مسلّحين، سار حمويّ نحوهم. أمسك به أحد المستوطنين بينما ضربه الآخر على وجهه. سقط أرضًا وركضت نحوه. عندما وصلت إليه، كان ينزف من أنفه. أخذ المستوطنان قطعانهما وغادرا المكان.
أخذت أصرخ ومن ثم أتى ستة جيران قاموا باستدعاء الشرطة. حضرت الشرطة والجيش بعد مرور نصف ساعة. التقطوا صورًا لعميّ، ضمّدوه واصطحبوه معهم. عدت إلى البيت.