

تملك عائلتي 25-30 دونمًا من الأرض، والتي ورثناها عن أبي الذي اشترى الأرض عام 1964 من م.ع.، وهو من سكّان قرية إِمَّاتِين. وحتى اليوم ما تزال الأرض مسجّلة على اسمه ومعنا وثيقة شراء منه. وقد وُزّعت قطعة الأرض بين الأولاد: أربعة أبناء وابنة واحدة، بحيث أنّ كلّ وريث يعتني بقطعة أرض مساحتها 5-6 دونمات.
تقع قطعة الأرض في منطقة اسمها حبيل عويوس، على بعد نحو 300 متر شرقيّ بيت بدريّة رحمها الله، ونحو نصف كيلومتر جنوبيّ غربيّ مستوطنة متسݒيه يشاي {كدوميم}. أراضينا مزروعة بنحو 400 شجرة زيتون تراوح أعمارها بين 23-40 سنة، و50-60 شجرة تين، و30-40 شجرة لوز، وشجرة خرّوب واحدة، وثلاثة أشجار صنوبر ونحو سبعة أشجار مثمرة أخرى. وتقع الأرض في منطقة جبليّة ووادٍ، وعند أطرافها قطعة أخرى تابعة لعائلة من كفر قدوم.
نحن لا نصل إلى الأراضي إلّا بعد التنسيق مع مديريّة التنسيق والارتباط، في فترات الحرث والقطف والحصاد. الفترات التي يمنحوننا إيّاها هي دائمًا أقصر من الحاجة وليست في المواعيد الملائمة، وهي وضعيّة لا تُلبّي الاحتياجات الزراعيّة. وهكذا تسير عمليّة التنسيق: يتوجّه المجلس المحليّ باسم أصحاب الأراضي إلى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة، وهي بدورها تُنسّق مقابل مديريّة الارتباط الإسرائيليّة.
في يوم 15.3.2010، خرجنا العائلة بأكملها -كنّا 15-20 فردًا- للعمل والحرث والاعتناء بالأراضي، بعد التنسيق مع مديريّة الارتباط. كان التنسيق ساريًا ليوم واحد فقط، من السّاعة 7:00 وحتى السّاعة 15:00. وبسبب مدّة التنسيق القصيرة لم ننجح بإنجاز العمل كلّه، وأجرينا نحن الأخوة تنسيقًا إضافيًّا ليوم 30/4.
في يوم 30/4 خرجت سيرًا على الأقدام مع أولادي إلى قطعة الأرض، وعلى الطريق رأينا سيّارة جيݒ عسكريّة وسيّارة جيݒ تابعة للارتباط تقفان بجانب بيت بدريّة، وقد حضرتا في إطار التنسيق مع الارتباط. وصلنا نحو الساعة 7:00، وكُنّا أوّل الأخوة. وفور وصولنا جلسنا للاستراحة، وقرابة السّاعة 8:00 قمنا وبدأنا العمل في الأرض. لم يكن غيرنا في الأرض، ولمّا يصل بعد سائر أفراد العائلة.
بدأت بالتجوّل في قطع الأرض، واقتربت من مكان مرتفع يمكن من خلاله الإطلال على قطع الأرض، وعندها رأيت شجرة زيتون مقتلعة مع جذورها وكانت ملقيّة على الأرض. اقتربتُ وعندها رأيتُ أشجارًا أخرى مقتلعة، وهي الأشجار التي لم تحترق في تشرين الأول السنة الماضية {قُدّمت شكوى إلى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة}. سرتُ على طول المنطقة، من الشرق إلى الغرب، ورأيتُ أنّ غالبيّة الأشجار في في أرض أخي “س” قد اُقتلعت.
بعد أن أحصيتُ الضرر، ونحو السّاعة 8:30، اتصلتُ بأخي “س” الذي قال إنّه في الطريق إلى الأرض. توجّهتُ إلى سيارة الجيݒ العسكريّة المرافقة لنا. كان أحد الجنود يقف إلى جانب الجيݒ، وجلس جنود آخرون في داخله لم أتبيّن عددهم. توجّهتُ إلى الجنديّ الذي كان يقف بجانب الجيݒ وسألته عن جيݒ الارتباط، وأجابني بأنّهم تركوا المكان، فسألتهم عن موعد عودتهم، فأجاب نحو الساعة 14:00. طلبتُ منه استدعاءهم لأنّني بحاجة إليهم. وقرابة الساعة 9:30 حضر جيݒ مديريّة الارتباط وفيه ضابط ارتباط اسمعه “ع”، وبلّغتُه بالأضرار وسرنا إلى المنطقة.
في غضون ذلك حضر أخي “أ” إلى المكان، وسرنا ثلاثتنا وعددنا الأشجار المقتلعة. استدعى الضابط “ع” بالهاتف شخصًا من مديرية الارتباط معه كاميرا، فحضر وصوّر الشجرات الـ 36 المقتلعة. سمعتُه ينقل التفاصيل عبر اللاسلكي، ويطلب استدعاء الشرطة. وقرابة الساعة 10:30 غادر الضابط وانضّم المصوّر إلى الجنود الجالسين في الجيݒ العسكريّ الذي كان ما يزال يقف هناك.
وفور مغادرة الضابط “ع” وصل أخي “س” صاحب قطعة الأرض المتضرّرة، برفقة زوجته وأولاده. انتظرنا وصول الشرطة قرابة الساعتيْن، وعند الساعة 12:30 توجّهت مجدّدًا إلى الجندي الواقف بجوار الجيݒ وطلبت منه أن يتحدّث مع “ع”. اتصل بشخص لا أعرفه، ولكن أحدًا لم يحضر على كلّ حال. بعد نحو نصف الساعة وقرابة الساعة 13:00، توجّهتُ مجدّدًا إلى الجنديّ نفسه وسألته مرة أخرى عمّا يحدث، ولم أحصل منه على إجابة. في السّاعة 14:00 تركنا المكان وعُدنا إلى البيت. لم تكن لدينا رغبة بالعمل في هذه الوضعيّة البائسة. لم نسمع شيئًا من الشرطة. وأريد أن أقول إنّ هذه الحادثة وردت في الإعلام الفلسطينيّ وفي إذاعة الجيش الإسرائيليّ أيضًا. ومن الناحية القانونيّة فإنّ هذه الأراضي بملكية الأخوة، وتقسيمها إلى قطع جرى بموافقة ورضا العائلة.
وأريد أن أقول أيضًا إنّ الكاميرات العسكريّة موزّعة حول مستوطنة متسݒيه يشاي، وهي موجّهة صوب أراضينا.