

أنا من سكّان عزبة الطبيب وأعمل موظّفة قديمة في دائرة الخدمات الاجتماعيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة. عملت لفترة طويلة في فرع الدائرة في قلقيلية، ولأسباب تنظيميّة نُقلتُ قبل بضعة أشهر للعمل في الفرع الموجود في سلفيت، ما أدّى إلى إطالة الطريق الذي أسلكه إلى مكان عملي وتعقيده. أمرّ يوميًّا من القرية عبر جينصافوط، أجتاز حاجز تَـﭘُوّاح ومن ثمّ أنتظر في المحطّة الواقعة عند مفترق طرق تَـﭘُوّاح على الطريق المؤدّي إلى سلفيت وصول سيارة أجرة تقلّني إلى عملي كلّ يوم.
قبل قرابة شهر من الحادث، كنتُ أجلس في المحطّة الواقعة عند المفترق حين أقبلت مجموعة من المستوطِنات نحوي. هاجمتني إحداهن كلاميًا وبدأت بشتمي صارخةً في وجهي باللغتيْن العبريّة والعربيّة “روحي من هون يا حمارة” والمزيد من الشتائم. قمتُ بالابتعاد عن المكان بضعة أمتار.
قبل نحو أسبوعيْن من الحادث عادت المستوطِنة وكرّرت التصرّف ذاته.
في 27.3.2008 الساعة 9:00، وبينما كنت في طريقي إلى العمل جلستُ بمفردي في المحطّة وانتظرت سيّارة الأجرة لتقلّني إلى عملي. جلست على المقعد واضعةً إحدى قدميّ على ركبتي الثانية وإذ بثلاث مستوطِنات يتقدّمن نحوي، ومن بينهم تلك التي شتمتني في المرّتين السابقتين. وقفنَ أمامي، وقد وقفت تلك التي هاجمتني في الوسط بين الأخرييْن. بقيت جالسةً معتقدة أنّ الحادث سينتهي كما في المرّات السابقة.
لم تنطق المستوطِنات بكلمةً واحدةً. أخرجت الوسطى من حقيبتها عصًا طولها قرابة نصف متر (كعصا رجال الشرطة) وضربتني ضربة واحدة قويّة على ركبتي اليمنى. بعد ذلك مباشرةً وصلت إلى المكان سيّارة بيضاء أقلّتهن جميعًا، وذهبوا باتّجاه مستوطنة تَـﭘُوّاح. كانت الضربة قويّة للغاية فلم أستطع متابعة طريقي إلى مكان عملي، وعلى الفور أوقفت سيّارة أجرة وذهبت إلى المستشفى في قلقيلية حيث تلقّيت العلاج. من هناك ذهبت الى المنزل ووصلت في تمام الساعة 2:00. عانيت آلامًا شديدة وبالكاد تحرّكت لمدة ثلاثة أيام. بسبب الضربة، اضطررت إلى التغيّب عن العمل لمدّة عشرة أيّام.
يمكنني التعرّف إلى المستوطِنة بكلّ تأكيد. مواصفاتها: طولها يزيد قليلا عن 1.7 متر، بنيتها متوسّطة، عمرها نحو 30 عامًا، لون بشرتها فاتح، شعرها أشقر مربوط على شكل جديلة. في المرّات الثلاث ارتدت تنّورة طويلة تمتدّ حتّى حذائها، لم تضع غطاءً على رأسها.