

أنا أعمل مزارعًا ولديّ أربع قطع أراضٍ موجودة بين كفر قدوم ومستوطنة كدوميم. أنا أزرع أشجار الزيتون في كلّ القطع، وأنا بحاجة للتنسيق مع الجيش من أجل الوصول إلى كل قطع الأرض واستصلاحها. في ثلاث قطع أرض لا توجد أيّ مشكلة في ذلك، وأنا أحضر إليها مرتين في السنة مع عُمّالي في فترة الحراثة وفي فترة القطف، فيما أواجه المشاكل مع القطعة الرابعة التي تقع في نهاية الجهة الغربيّة.
في هذه القطعة نحو 150 شجرة زيتون عمرها 60-70 سنة. قبل نحو 12 عامًا قطع مستوطنو كدوميم 30 شجرة زيتون منها. وإلى جانب هذا الموقع استوطن منذ سنوات طويلة مستوطن اسمه “ي.د.” من مستوطنة كدوميم. فقد بنى لنفسه مبنًى ولديه حمار وكلاب ودجاج. وهو يدّعي أنّه حصل على هذه الأرض التي أقام عليها المبنى هديةً من أبي. إلّا أنّ العُمّال القدامى لديّ يقولون إنّه يكذب. فوالدي نفسه مات قبل 10 سنوات. بعد ذلك ادّعى “ي.د.” أنّه اشترى الأرض، ولكنّه لم يستطع إثبات ملكيته على الأرض رغم أنّنا طلبنا منه ذلك.
قبل سنوات عديدة قدّمتُ شكوى بمساعدة ييش دين ضدّ “ي.د.” الذي حضر وقتها إلى الأرض وطرد عمّالي وهدّدهم، ثم قطف أشجار الزيتون بنفسه وسرقها. {أغلقت الشرطة ملفّ التحقيق بتسويغ “فاعل مجهول الهويّة”.}
في السنة الماضية أيضًا، وأثناء قطف الزيتون، حضر “ي.د.” وطردني مع عُمّالي من هذه القطعة. وعند وصول الجنود برفقة مديريّة الارتباط الإسرائيليّة، ادّعى “ي.د.” أمامهم بأنّ الأرض له وصدّقوه وطردونا. وقد نجح في قطف نحو 3 أكياس من الزيتون إلى حين حضورهم. وقد أخذت مديريّة الارتباط الأكياس إلى حاجز إيال بجانب قلقيلية إلى حين أن نثبت أنّ الأرض لنا. وقد حضرتُ لفعل ذلك فيما تخلّف “ي.د.”. وبما أنّني أثبتُّ لمديريّة الارتباط ملكيّتي على الأراضي فقد أعادوا إليّ أكياس الزيتون ولكن حبّات الزيتون كانت قد تلفت. وفي هذه الحالة أيضًا قدّمتُ شكوى، إلّا أنّني لا أعرف ما حلّ بها.
في يوم الأربعاء الأخير، 19.10.2016، اتّصل بي الجيران الذين كانوا يعملون في قطع الأراضي المجاورة لأرضي، قرابة الساعة 15:00، وأخبروني بأنّ “ي.د.” وأولاده طردوا عمّالي وهم يقطفون الزيتون في قطعة الأرض الرابعة التي أملكها.
وفورًا تحدّثتُ مع مديريّة الارتباط الفلسطينيّة التي أعلمت نظيرتها الإسرائيليّة. وبعد قرابة السّاعة ونصف السّاعة حضر إلى المكان جنود ومعهم أفراد من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة وأخرجوا “ي.د.” وأولاده من أرضي. وبما أنّني لم أكن أحمل تنسيقًا فقد كنت عاجزًا عن الحضور بنفسي إلى قطعة الأرض ورؤية ذلك، لكنّ جيراني أخبروني بأنّ الجيش أخرجهم من الأرض فعلًا. وقد نجح في قطف قرابة نصف الكيس وأعطاه الجيش هذا الكيس هديّة.
أنا اتّصلتُ بنفسي بضابط مديريّة الارتباط الإسرائيليّة، المعروف جيدًا في المنطقة، وتحدّثتُ معه وطلبتُ مساعدته. وقد نصحني بتقديم شكوى ضدّ “ي.د.” لدى شرطة كدوميم. في يوم الغداة –يوم الخميس- توجّهتُ صباحًا إلى شرطة كدوميم وقدّمت شكوى. قلتُ للمحقّق إنّ “ي.د.” يحضر كلّ سنة إلى قطعة الأرض هذه، ويُهدّد ويطردني أنا وعُمّالي ويقطف زيتوني ويسرقه.
قرار سلطات تطبيق القانون في نهاية التحقيق
تفحّص طاقم ييش القانوني ملفّ التحقيق، وقدّم استئنافًا على قرار إغلاق الملفّ. وتدّعي ييش دين أنّ الشرطة ملزمة على الأقل بإجراء تدابير تحقيق إضافيّة، من أجل تأسيس الجانب غير القانونيّ في أفعال المشتبه، ونقل الملفّ إلى نيابة الشرطة.
رُفض الاستئناف. وقرّرت الشرطة إغلاق ملفّ التحقيق بتسويغ “عدم وجود مصلحة عامّة”، والسبب على ما يبدو أنّ الزيتون قد أعيد إلى المشتكي.