

أنا من سكّان كفر مالك. أعيش في وسط القرية مع زوجتي وابني البالغ سنة واحدة. أنا أعتاش على الزراعة. بجانب القرية ثمة مستوطنة كوخاڤ هَشاحَر. ويعاني سكّان القرية عنفَ المستوطنين.
أنا أملك قطعة أرض مساحتها سبعة دونمات ورثتها عن جدّي. تقع الأرض في الجهة الغربيّة من المستوطنة، على بعد نحو 150 مترًا من البوّابة، ونحن نزرعها بالحنطة. في السابق قدّمتُ شكوى للشرطة بمساعدة ييش دين بخصوص حادثة اعتداء من طرف مستوطنين.
لا يجرؤ أيّ مزارع منّا على الاقتراب من المستوطنة خشيةً من اعتداءات المستوطنين. ويمكنني الحضور إلى الأرض من دون تنسيق، وأذهب مع جيراني إلى أراضينا سوية، ونحن نساعد الواحدَ الآخرَ.
في يوم 18.4.2017 توجّهتُ إلى قطعة الأرض المزروعة بالحنطة لتفحّص وضعها. وصلت السّاعة 8:30 ورأيت مستوطنًا يرعى قطيعًا من نحو 150 رأس ماشية في أرضي. وصلت حتى 30 مترًا منه. كنتُ وحدي. وفورًا توجّهتُ إلى بوابة المستوطنة حيث يجلس الحارس. قلتُ له بخليط من العربيّة والإنجليزيّة بأنّ ثمة قطيع ماشية يرعى في أرضي. خرج الحارس من مكانه ورأى القطيع والمستوطن. في أحداث سابقة كنّا نتحدّث مع مستوطن اسمه “ب”، ويبدو أنّه المسؤول عن الأمن. طلبتُ من الحارس أن يتّصل بـ “ب” وهذا ما فعله. طلب منّي الحارس الاتّصال بالشرطة.
في التاسعة صباحًا وصلت سيّارة جيݒ فورد كبيرة وفيها شرطيّ وجنديّ وركَنَا السيّارة بجانب قطعة الأرض. خرج الشرطيّ ونظر إلى المستوطن الذي كان ما يزال يرعى قطيعه. لم يكن الشرطيّ يتحدّث الغربيّة ولكنني حاولتُ أن أشرح له أنّ الماشية تأكل حنطتي. عندما رأى الشرطيّ بدأ المستوطن بإخراج القطيع من حقلي. أخذ المستوطن القطيع صوب كرڤانات المستوطنة وتبعه الشرطيّ. أخذه الشرطيّ إلى الجيݒ. أخفى الشرطيّ وجه المستوطن ولم أستطع رؤيته. طلب منّي التوجّه إلى محطّة الشرطة، ولم يكن معي الوقت لتصوير المستوطن. سافرتُ بسيّارتي وراء الشرطيّ حتى محطة شاعر بنيامين. وصلت إلى هناك السّاعة 11:30 وقدّمت شكوى وأدليتُ بإفادتي.
لقد تلفت 150 كيلو من البذور، ويبلغ سعر الكيلو نحو 3 ش.ج.، ويشمل الضرر أيضًا إعادة استصلاح الحقل بتكلفة 80 ش.ج. للدونم، و200 ش.ج. لقاء سمّ الأعشاب.