

يقع منزلي على أطراف قرية بورين، على مسافة 20 مترًا من الشارع المؤدّي إلى مستوطنة يتسهار. يوجد بجوار المنزل قنّان من الصفيح للحمام والدجاج، وحظيرة فارغة وقطعة أرض تحوي كرمًا صغيرًا. أزرع بين الأشجار بعض الخضروات.
في عام 2000، أحرق المستوطنون الحظيرة التي احتوت 15 عنزة. بعد أن أعدتُ ترميم الحظيرة، اقتحمها المستوطنون مجدّدًا وسرقوا 40 عنزة، ومنذ ذلك الحين، لم تتوقّف المضايقات. تقدّم العائلة شكاوى لدى شرطة أريئيل، ولا يحدث أيّ شيء، حتّى بعد أن تعرّف ابني في صفّ المشبوهين إلى مستوطن من يتسهار الذي سرق عنزة.
في يوم الخميس، 21.6.2007، في الساعة 11 ليلًا، سمعت صوت رشق حجارة على نافذة المنزل. اشتبهت بـالمستوطنين، فكثيرًا ما يفعلون بنا ذلك. حذّرت أبنائي من فتح النوافذ ومن الخروج من المنزل. بعد بضع دقائق، توقّف الضجيج الصادر عن رشق الحجارة.
عندما استيقظنا في الخامسة صباحًا لأداء الصلاة، سمعت ضجيجًا صادرًا عن الدجاجات في الباحة. قلت لنفسي: كيف يمكن لذلك أن يحدث، فقد أدخلتهن إلى القنّ يوم أمس. عندما فتحت الباب، رأيت أنّ أبواب القنّين كانت مفتوحة، وأنّ 20 دجاجة و20 حمامة قد اختفت. بقيت 6 دجاجات و4 حمامات فقط. في قطعة الأرض المجاورة للمنزل، قطعوا بضع أشجار واقتلعوا 60 شتلة كوسا. رُسمت على جدران القن أيضًا نجمة داوود وكتابات بالعبريّة.
في الساعة السادسة اتّصلت برئيس مجلس القرية، وأعلمته بما حدث. قال إنّه سيعالج الأمر. عند الظهر، حضرت إلى المنزل سيارة جيݒ عسكريّة وأخرى تابعة لمديرية الارتباط والتنسيق. قال لي الجنود إنّ الكتابات احتوت كلمة “انتقام”، وقاموا بمحوها وصوّروا الضرر وغادروا.
حضرت بعد قليل سيارة جيݒ عسكريّة تقلّ شرطيين وشرطية. سجّلوا إفادتي، وصوّروا الأضرار وأعطوني مستند المصادقة على تقديم شكوى. نصحني أحد الشرطيين بتصوير المستوطنين وهم متلبّسون. قلت له: “كيف يمكنني تصويرهم، أخشى أن يقتلوني”.