
أنا من سكّان بورين، وورثتُ عن والدي قطعة أرض مساحتها خمسة دونمات في الجهة الجنوبيّة من القرية، على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات من مستوطنة يتسهار. في الأرض اليوم نحو 60 شجرة زيتون عمرها أكثر من 70 عامًا. وتتعرّض المنطقة لعنف شديد من طرف مستوطني يتسهار. قبل سنتيْن أحرقوا لي 40 شجرة زيتون. وفي كلّ سنة قبل موسم القطف يحرق المستوطنون الأشجار ويقطعونها.
في السّاعة العاشرة صباحًا من يوم 5.9.2012 اتّصل بي “م.ق.”، وهو من سكّان القرية ويعمل في ييش دين، وقال إنّ هناك أشجارًا مقطوعة في أرضي. توجّهتُ على الفور إلى مجلس القرية وأعلمتهم بذلك، ومن هناك توجّهتُ إلى الأرض ووجدتُ 18 شجرة مقطوعة: نشروا الجذوع وكسروا الأغصان.
التقط “م.ق.” صورًا للأشجار المقطوعة وتحدّث مع مديريّة الارتباط الفلسطينيّة، التي أخبرت مديريّة الارتباط الإسرائيليّة. وقرابة السّاعة 11 حضر ضابط من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة، وعاين الضرر والتقط صورًا للأشجار المقطوعة. اتّصل الضابط بشرطة أريئيل التي حضرت بعد نحو 40 دقيقة، والتقطوا هم أيضًا صورًا للمنطقة وللأضرار، وأخذوني إلى شرطة أريئيل حيث قدّمت شكوى. في الرابعة والنصف غادرتُ محطة الشرطة وعُدتُ إلى البيت.
قبل ذلك بأسبوعيْن كنتُ في المنطقة وكان كلّ شيء على ما يُرام. ليس هناك شهود عيان على المستوطنين، الذين يقومون بأفعالهم عادةً في الليل. كانت الأشجار التي اُقتطعت كبيرة وغنيّة بالزيتون، ووفقًا لحساباتي فإنّ الحديث يدور عن 150 كيلو من الزيت، ويبلغ ثمن كل كيلو 30 ش.ج. المشكلة أنّ الأمر يتعدّى مسألة الضرر الفوريّ، وأنا أقدّر أنّ هذه الأشجار لن تُعطي كمية الزيتون نفسها قبل مرور نحو عشر سنوات.