
أنا أملك ثلاثة دونمات ورثتها عن أبي الذي ورثها بدوره عن جدّي، ونحن نملك وثيقة طابو على اسم جدّي. في الأرض أشجار مختلفة: 16 شجرة زيتون معمّرة غُرست قبل ولادتي، و100 شجرة لوز، و20 شجرة رمّان، و22 شجرة تين غرسها والدي، وشجرتا توت وشجرتا أسكدينيا (بشملة) أنا غرستها قبل سبع سنوات. وتوجد بين الأشجار نباتات الزعتر والزعفران. تقع قطعة الأرض على مسافة نحو 150 مترًا جنوبيّ البيت الأخير في القرية، ونحو 1,500 متر شماليّ بؤرة حَـﭭات ﭼلعاد الاستيطانيّة. أنا أحضر يوميًا إلى الأرض في ساعات بعد الظهر وأعمل هناك حتّى المساء. وأنا لست بحاجة إلى تصريح لأنّني أحضر إلى الأرض سيرًا على الأقدام.
بدأت المشاكل في قطعة الأرض مع مستوطني حَـﭭات ﭼلعاد قبل ثلاث سنوات. فقد جاءوا إلى الأرض نحو عشر مرّات. وهم يأتون بسيّارة سوبارو بيضاء، ويكونون عمومًا أربعة أشخاص، يظلّ أحدهم جالسًا خلف المقود. وأحيانًا يأتون على دَبّاب (تراكتورون). المرة الأخيرة التي صادفتهم فيها كانت في آب 2009، وقد توجّه أولادي لقطف الصبّار من سلسلة صبّار موجودة عندي في الأرض. عندما كنت متوجّهًا إلى الأرض التقيت بالأولاد في منتصف الطريق واتضّح أنّهم فرّوا هاربين من المستوطنين الذين كانوا في الأرض. عندما وصلتُ رأيتُ السوبارو البيضاء وكان شخص منهم يجلس خلف المقود، وكان ثلاثة آخرون موجودين في قطعة أرض أخي الملاصقة لقطعتي، ويقومون باقتلاع البراميل والأغراس. عندما رأوني هربوا. أنا أعرف اثنين من هؤلاء الثلاثة، أحدهما قصير بشعر أحمر وله سالفان وممتلئ بعض الشيء، والثاني أكثر نحافة وطويل وله سالفان طويلان وكيݒاه. حادثة أخرى وقعت في منتصف كانون الثاني 2010، حين اكتشفت أنّهم حاولوا اقتلاع نباتات الزعتر وأتلفوا قسمًا منها. وللآن لم أقدّم الشكاوى لأنّ الأضرار كانت قليلة ولم أرَ حاجةً لتقديم شكوًى.
في يوم الخميس 18.3.2010، زرتُ قطعة الأرض وكان كلّ شيء على ما يُرام. في الغداة، وبعد الصلاة، اقترب منّي ابني وقال لي إنّ اثنين من سكّان القرية كانا في الأراضي لقطف اللوز ورأوا مستوطنيْن في قطعة الأرض، وحين رآهما المستوطنان هربا بسيّارة السوبارو البيضاء التي كانت تنتظرهما.
عندما سمعتُ القصّة قرّرتُ الذهاب إلى قطعة الأرض وانضمّ إليّ سبعة من سكّان القرية. عندما اقتربتُ من قطعة الأرض رأيت منظرًا مروّعًا. كان الكثير من الأشجار مقطوعة: نحو 50 شجرة لوز، وشجرتا توت، وشجرتا أسكدينيا، و31 شجرة زيتون، و10 شجرات رمان و11 شجرة تين. كانت كلّ الأشجار المقطوعة ملقيّة في المكان. وجرى إتلاف نباتات الزعفران أيضًا. واصلت تفحّص الأضرار وعندما اقتربتُ من قطعة أخي رأيت سوبارو بيضاء مليئة بالمستوطنين وجيݒ ميتسوبيشي مليء بالمستوطنين أيضًا. عندما رأوني توقفوا وبدأوا بالسّير باتّجاهي، ولكن عندما رأوا سائر السكان بدأوا بالهرب. فجأة رأيت أربعة جنود بيننا وبين المستوطنين، لا أعرف من أين جاءوا. قد يجوز أنّهم جنود موجودون عند حدود المستوطنة بشكل دائم. وقد أبعدونا عن أرضنا. حاولت أن أشرح للجندي ما حدث ولكنّه لم يُصغِ لي وواصل دفعنا باتجاه القرية ووقف المستوطنون يتفرّجون. عندها حضرت سيّارة جيݒ تابعة لحرس الحدود وجيݒ عسكريّ وبدأ المستوطنون بالهرب. لم يسمحوا لنا بالاقتراب من الأرض وأنا لم أعرف ما إذا كانوا قد صّوروا ما حدث لأنّنا عُدنا إلى القرية.