
أنا من سكّان فرعتا. بيتي موجود في وسط القرية، وأعيش مع زوجتي وابنتي. لي أربعة أولاد متزوّجون وكلّ واحد منهم يعيش في بيته الخاصّ. أعمل مزارعًا في القرية في أراضٍ بملكيتي. لديّ 50 دونمًا مزروعة كلّها بأشجار الزيتون. يقع جزء من هذه الأراضي -18 دونمًا- في الجهة الشرقيّة من القرية، وبعضها الآخر في الجهة الجنوبيّة.
لا يمكن استصلاح وحرث وقطف الأراضي في الجهة الشرقيّة من دون تنسيق ذلك مع الجيش، لأنّ مستوطنين من حڤات ﭼلعاد نصبوا بيتًا وخيمة وكراڤانًا في قطعة الأرض الشرقيّة. والكراڤان موجود هناك منذ عام 2006. وقد سبق وقدّمتُ شكوى إلّا أنّ الإخلاء لم يتمّ للآن.
أملك في داخل هذه القطعة نحو 420 شجرة زيتون عمرها 60 عامًا. أنا لا أدخل هذه القطعة إلّا بعد التنسيق مع الجيش. وأحيانًا، حتى حين نذهب لقطف الزيتون بعد التنسيق، يعتدي علينا المستوطنون ويضايقوننا. في عام 2006 ضربوني بقضيب حديديّ على رأسي وكسروا كتفي. وقد نقلني الجيش إلى مستشفى مئير في كفار سابا.
في كلّ عام خلال فترة الحراثة تقوم مديرية الارتباط بإجراء تنسيق لنا وندخل الأرض فنحرثها ونستصلحها وحتى أنّنا نرشّ المواد المضادة للأعشاب لمنع حدوث الحرائق. تقع قطعة الأرض على مسافة كيلومتر حتى كيلومتر ونصف عن وسط فرعتا.
في الجهة الجنوبيّة من فرعتا أملك قطعة أرض أخرى مساحتها 28 دونمًا، وهذا الموقع لا يستوجب الحصول على تنسيق وأنا أحرثها وأقطف أشجارها من دون مشاكل. وتوجد في هذه القطعة نحو 700 شجرة زيتون تراوح أعمارها بين 14-20 عامًا.
في 17 تشرين الأول 2017 كان سكّان فرعتا يحصلون على تنسيق للدخول إلى الأراضي لقطف أشجار الزيتون في المنطقة الواقعة بجانب مستوطنة حڤات ﭼلعاد. في السّاعة السابعة صباحًا خرجتُ مع زوجتي وأبنائي وأحفادي، ما مجموعه ستة أشخاص، مع جرّارنا (التراكتور) باتّجاه قطعة الأرض.
في منتصف الطريق، وقبل الوصول إلى قطعة الأرض، توجد بوّابة حديديّة وكان الجيش موجودًا بجانبها، برفقة أفراد من مديرية الارتباط والشرطة. وكان قرابة 12 جنديًّا بما يشمل “الارتباط” الإسرائيليّ والشرطيّين. وكان معهم مستوطن يقف بجانبهم. كان هذا المستوطن معروفًا لنا وهو من سكّان حڤات ﭼلعاد. حاول المستوطن منعنا من الدخول إلى أرضنا مع التراكتور، ولم يسمح لجارنا أيضًا بالدخول مع حماره. وقفنا إلى جانب البوابة حتى الساعة 8:00، عندها حضر زخاريا من حاخامات لحقوق الإنسان وتحدّث مع “الارتباط”، وعندها فقط سمحوا لنا بالدخول.
أوصاف المستوطن: طوله 1.80-1.70 متر، مع لحية تغطّي كلّ وجهه، وعمره قرابة الأربعين. كان يرتدي معطفًا ولم أرَ ما إذا كان مُسلّحًا أم لا. وكان يعتمر قبّعة وله سالفان طويلان. يمكنني التعرّف إليه من بين 500 شخص.
تحدّثنا مع الارتباط الإسرائيليّ وطلبنا منهم السماح لنا بالدخول مع التراكتور لأنّنا ندخل معه كلّ عام. وسمح لنا أفراد مديرية الارتباط بالدخول مع التراكتور برفقتهم وبمعيّة الشرطة. كان أفراد الارتباط يسيرون في الأمام والشرطة من الخلف. وظلّ المستوطن بجانب البوابة لأنّ مزارعين آخرين كانوا يرغبون في الدخول.
دخلنا قطعة الأرض واكتشفنا أنّ بعض الأشجار قد قُطفت على يد مستوطنين، الذين سرقوا زيتونها. ووجدنا في داخل القطعة قضبانًا حديديّة وعصيًّا والكثير الكثير من الزيتون على الأرض. لقد قطفوا الزيتون بالعصيّ ولذلك كسروا الكثير من أغصان الأشجار. عندما رأيت ذلك اتجهتُ فورًا إلى عضو الارتباط وطلبتُ منه القدوم ورؤية وضع الأشجار. طلب منّا عدم الدخول وعدم القطف وعدم القيام بأي شيء لأنّه سيستدعي المزيد من الشرطيّين. انتظرنا لساعتين في الموقع وعندها قدم أحد الشرطيين الذين يجلسون في الدوريّة الموجودة بجانب الأرض وسجّل إفاداتنا في الموقع وطلب مني التوجّه مع مستندات الملكيّة إلى مديرية الارتباط في حوّارة، وتسليم هذه المستندات إلى شرطيّ موجود هناك.
اكتشفنا سرقة الزيتون من 250 شجرة، إلى جانب إلحاق الأضرار بالأغصان وبالأشجار بوساطة العصيّ والقضبان الحديديّة. الأضرار التي لحقت بالأشجار تؤثّر علينا لسنوات عديدة. وقد طلبوا منّي ثانية عدم القيام بأيّ شيء إلى أن يحضر إلى الموقع ضابط من الارتباط الإسرائيليّ، وهو ضابط البنى التحتيّة. وقد حضر قرابة الساعة 12 ظهرًا ودخلنا معه إلى قطعة الأرض وعددنا الأشجار. نظر إلى الأضرار وطلب منّي التصوير. قال لي الضابط إنّه كان في هذا الموقع في أيلول ورأى هذه الأشجار حاملة بالزيتون، والآن رأينا أنّ كلّ هذه الأشجار قد سرقها المستوطنون. طلب منّي الضابط البقاء في الموقع وجمع الزيتون عن الأرض وقطف باقي الأشجار التي ظلّت من بعد السرقة، وسيسمح لنا بالحضور إلى هنا قدر ما نرغب من أجل الانتهاء من ذلك.
تبقى لديّ بعد السرقة أقلّ من 200 كيلو من الزيتون. استدعيت في ذلك اليوم وزارة الزراعة من قلقيلية وحضروا إلى الموقع، وقدّروا وفق ما شاهدوه هناك سرقة أكثر من 4,500 كيلوغرام من الزيتون. ويُقدّر الضرر بـ 750 ليترًا من الزيت، ما يعادل 25,000 ش.ج.