
تقع الأرض على مسافة 2 كيلومتر شمال-غرب قرية المغير. أقيمت على بعد كيلومتر واحد جنوبيّ قطعة الأرض البؤرة الاستيطانيّة عادي-عاد. تبلغ مساحة الأرض 20 دونمًا: 10 دونمات لي و10 دونمات لشقيقي ج”ن. اشتريناها عام 1962 من فلسطينيّ من قرية قريوت، لديّ المستندات التي تثبت ذلك. في عام 1970، زرعنا في الأرض 200 شجرة زيتون، 100 شجرة لكلّ منا. توجد في أرض شقيقي 20 شجرة تين أيضًا. تُدعى المنطقة “شميس أبو لميس”.
قبل إقامة البؤرة الاستيطانيّة عادي-عاد، كنّا نحضر يوميًّا إلى قطعة الأرض. منذ إقامة البؤرة الاستيطانيّة، بدأت التهديدات والمضايقات من طرف المستوطنين، ونخشى الذهاب إلى الأرض دون تنسيق مع مديرية الارتباط والتنسيق. في الوقت الحالي، نحضر مرتين في السنة لحراثة الأرض ولقطف الزيتون، بعد التنسيق مع مديرية الارتباط والتنسيق. هذا العام، بعد التنسيق مع مديريتيّ الارتباط والتنسيق الفلسطينيّة والإسرائيليّة، حُدّد لنا موعد للمجيء إلى الأرض في 29.10.2009، لقطف الزيتون على مدار ثلاثة-أربعة أيام.
في يوم الخميس الموافق 15.10.2009، كنت أقطف الزيتون في قطعة الأرض المجاورة للمنزل، في الساعة الـ12 ظهرًا هاتفني أبناء شقيقي، “أ.ن.” وشقيقه “ي.ن”، وأخبراني بأنّ هناك مستوطنين يقطفون الزيتون في أرضي. قال لي “أ.ن.” أن أتوجّه فورًا لشرطة شاعر بنيامين لتقديم شكوى. أخذت سيارة أجرة وذهبت إلى الشرطة. وصلت إلى محطة الشرطة في الساعة 15:00، حيث التقيت بمحقّق أخذ شهادتي وأعطاني مستند المصادقة على تقديم شكوى.
أثناء وجودي في محطة الشرطة، حضر مستوطنان، أحدهما طويل القامة، وكان مكبّل اليدين، والثاني قامته أقصر ويبدو أصغر سنًّا. قال لي المحقّق: “هذان هما المستوطنان، وهذه الأكياس الأربعة تحتوي الزيتون الذي قطفاه، وستحصل عليها”. طلبت من الشرطة أن تأتي إلى قطعة الأرض، ولكنهم طلبوا مني الذهاب في الموعد الذي حُدّد لي، لتجنّب المشاكل. قُطف الزيتون من أرضي أنا فقط، وليس من أرض شقيقي.

في يوم الخميس الموافق 15.10.2009 في الساعة 11:00 كنت في المنزل. اتّصل جارنا، الذي تحاذي أرضه أرضنا، بشقيقي “أ.ن.” وقال له إنّ هناك مستوطنين يقطفان الزيتون في أرضنا. اتّصل بي لأنّه لم يكن موجودًا في القرية، أخبَرني بما حدث وطلب مني أن آخذ كاميرا وأن أذهب إلى قطعة الأرض لتصويرها. أخذت الكاميرا وذهبت مشيًا على الأقدام كي لا يرياني. اقتربت حتى مسافة نصف كيلومتر من الأرض، بدأت بالتصوير، ولم يرياني.
رأيت شابين، أحدهما طويل القائمة وقد ارتدى سترة حمراء واعتمر قبعة، بينما كان الآخر أقصر قامة، وارتدى سترة بنيّة داكنة. قطفا الزيتون داخل كيس كبير، ومن ثم وزّعاه على كيسين أصغر حجمًا، وضعاهما في سيارة بيضاء مركونة على الطريق. ملئا كيسًا آخر، وزّعاه علىى كيسين، ووضعاهما في السيارة. في تلك الأثناء كنت على اتصال بشقيقي طوال الوقت، وكان هو على اتصال بمنظّمة ييش دين وبضابط من مديرية التنسيق والارتباط.
عندما رأى المستوطنان الجيشَ وضباط مديرية الارتباط والتنسيق، ركضا باتّجاه السيارة لوضع الأكياس داخلها، وحاولا الهرب، ومن ثم شغّل الجنود صفّارة الإنذار ومكبّر الصوت، وطلبا منهما التوقّف. توقّف المستوطنان، قام الجنود بإخراجهما من السيارة وتحدّثوا معهما. قام الجنود وضباط مديرية الارتباط والتنسيق بتصويرها وتصوير أكياس الزيتون والأشجار. بعد وصول الجيش بعشر دقائق، حضر شقيقي وغادرت أنا.

في يوم الخميس الموافق 15.10.2009 في الساعة 11:00 كنت في رام الله. اتصل بي ابن عمّي الذي يعمل لديّ في الأرض، وقال لي أنّ هناك مستوطنيّن يقطفان الزيتون في أرض “ر.ن.”. قلت لابن عمّي ألّا يتكلّم مع أحد لتجنّب المواجهات، اتّصلت بشقيقي “ي.ن.”، وقلت له أن يأخذ الكاميرا وأن يذهب للأرض لتصوير المستوطنين. فعل شقيقي ما طلبته منه، اتّصل بي من قطعة الأرض، أخبرني بما رآه وقال لي إنّه يقوم بتصويرهما أثناء القطف. اتّصلت بدوري بمنظّمة ييش دين وبمديرية الارتباط والتنسيق. قال لي ضابط مديرية الارتباط والتنسيق إنّه سيرسل سيارة إلى قطعة الأرض، وسأل أين تقع قطعة الأرض بالضبط.
قرابة الساعة 13:00 وصلوا إلى قطعة الأرض. وصلتُ في الساعة 13:15 ورأيت الجنود وضباط مديرية الارتباط والتنسيق يقفون بجوار سيارة المستوطنين ويتحدثون معهما. قدم نحوي جنديان وسألاني ما إذا كنت أنا مقدّم البلاغ، أجبتهما بنعم. قالا لي “ها قد أمسكنا بهما، يمكنك المغادرة الآن”. طلب مني ضابط مديرية الارتباط والتنسيق أن أبقى لأنّ الشرطة قد تأتي، وقد تطلب الاستفسار عن بعض التفاصيل. اتّصلت بعمّي أيضًا، صاحب الأرض، وقلت له أنّ يذهب للشرطة لتقديم شكوى، وهذا ما فعله.
حضرت سيارة جيب يركبها شرطي، ولكنه رفض أن يقلّ المستوطنين في سيارته، إلى أن حضرت سيارات جيݒ تابعة للشرطة، بعد ساعة تقريبًا، ومن ثم اصطحبوهما بسيارة الشرطة، وغادرت أنا المكان. قدّمت اليوم للشرطة كلّ ما صوّرناه، وأدليت بشهادتي في شرطة بنيامين.