
أنا من سكّان قُصرة، وأعمل مزارعًا. لديّ 30 دونمًا من الأراضي الزراعيّة، اشتراها جدّي من مزارعين في قرية دوما قبل أكثر من مئة عام. تقع الأرض على مسافة نحو كيلومتريْن غربيّ مركز قرية دوما ونحو كيلومتريْن شرقيّ- جنوبيّ قرية قُصرة التي أسكن فيها. تفصل سفوح جبال بين قُصرة وأرضي، وقد شُيّدت على السفوح على مرّ السنين الكثير من البؤر الاستيطانيّة التابعة للمستوطنين، والذين يمنعوننا من الاقتراب بحريّة إلى قسم كبير من المنطقة التابعة لمُزارعي قُصرة.
في الغالب أصل إلى أرضي بشكل يوميّ، باستثناء يوم الجمعة. في الماضي كنتُ أستخدم الأرض للمحاصيل والمزروعات الموسميّة، مثل الحنطة. في يوم الجمعة، 18.2.2011، كنتُ أملك 270 شتلة زيتون اشتريتها من أجل زرعها في قطعة الأرض. وصلنا إلى الأرض أنا وستة أولادي بعد الصّلاة فورًا، كي نزرع أشتال الزيتون. بقينا في الموقع حتى حلول الظلام، وأكملنا العمل وعدنا إلى القرية.
في صباح يوم السبت، الساعة 7:00، توجّهتُ إلى الأرض وحدي وبدا كلّ شيء سويًّا، وواصلتُ العمل. رأيت مستوطنيْن يقفان على السفح ولم أتمكّن من التعرف إليهم. نحن نرى في الآونة الأخيرة الكثير من المستوطنين هنا، فهم وضعوا حاوية وخيمًا جديدةً، وانا أعتقد أنّ اسم البؤرة هو “عالي عين”. كان المستوطنان يسرحان مع أغنامهما ولم يقتربا منّي. ظللتُ هناك حتى الساعة 17:00 تقريبًا وعدتُ إلى القرية. عدتُ إلى الموقع مجدّدًا يوم الأحد، 20.2.2011، واكتشفتُ أنّ كلّ الشتلات قد اُقتلعت وسُرقت. رأيت أيضًا أنّهم قطّعوا أطراف أشجار زيتون كبيرة في القطعة المحاذية التابعة لجاري. كنتُ مصدومًا للغاية.
عدتُ إلى القرية وأنا في أوج غضبي وأخبرت مجلس دوما بما حصل. اتصلوا بمديريّة الارتباط الفلسطينيّة، الذين حوّلوا الشكوى إلى مديريّة الارتباط الإسرائيليّة. قالوا لي في المجلس إنّ الارتباط الإسرائيليّ يرغبون بلقائي في الموقع. في يوم الاثنين بعد الظهر حضرت سيّارتا جيݒ تابعتان لمديريّة الارتباط الإسرائيليّة وفيهما جنود. التقطوا صورًا للأضرار وسجّلوا الإفادة. لم يحضر معهم ممثّلون عن الشّرطة.
في يوم الأربعاء، 23.2، ذهبتُ مع ابني إلى شرطة بنيامين وقدّمت شكوى. قبل نحو الشهر أتلفوا بئرًا حفرتها ودمّروها، وكان الفاعلون مستوطنين من عالي عين على ما يبدو. وقدّمت شكوى أيضًا بهذا الخصوص، أمس.
تبلغ كلفة كلّ شتلة 30 ش.ج.، وأنا دفعتُ 8,500 ش.ج. بما يشمل النقليّة.