

أنا من سكّان المزرعة القبليّة، وأملك 150 دونمًا من الأراضي الزراعيّة، تقع على بُعد خمسة كيلومترات إلى شمال- غرب القرية. وتقع الأرض إلى الجنوب من مستوطنة نحليئيل على بعد 200 متر من سياج المستوطنة. ورثتُ هذه الأرض أنا وأبي عن جدّي. وثمة 100 دونم منها مزروعة بالأشجار، ما يقرب 1,000 شجرة زيتون عمرها من 70-100 سنة. وثمة 50 دونمًا أخرى نزرع فيها المزروعات الموسميّة. نحن نتمتّع بإمكانية الوصول الحُرّ إلى الأراضي من دون حاجة للتنسيق مع الجيش. ومنذ نحو العقد ونحن نعاني عنف المستوطنين الذين ألحقوا الأذى أيضًا بمزارعين مجاورين لنا: قلع الأشجار وإلحاق الأذى الجسمانيّ بالمزارعين وكسر الأغصان، وهم يأتون مع آلياتهم الدبّابة (تراكتورونات) ويقودونها بين الأشجار.
تحدث غالبية المشاكل في فترات القطف والحراثة، حين يأتي المزارعون إلى الموقع. قدّم والدي شكوى لدى الشرطة قبل 8 سنوات، لكنّ هذا لم يُفضِ إلى شيء ويئس. أنا لم أقدّم للآن أيّ شكوى.
في يوم 1.3.2013 قرّرنا أخي وأنا والأولاد الذهاب إلى الأرض لحرثها. خرجنا الساعة الخامسة صباحًا ووصلنا في السادسة. لا يمكن الوصول إلى الموقع بالسيّارة أو بالجرّار ويجب السير على الأقدام. وأخذنا معنا حميرًا وحصانًا.
عند وصولنا صُدمتُ لرؤية مئات الأشجار المتضرّرة. وقد قام المعتدون بنشر الجزء السفليّ وبالمقابل كسّروا الغصون، الأمر الذي أدّى إلى ضرر بعيد المدى على الأشجار. المرّة الأخيرة التي كنتُ في الأرض كانت في تشرين الثاني أثناء قطف الزيتون. في يوم القطف الأخير سرق المستوطنون عدّة القطف، إلّا أنّ الأشجار كانت بخير.
عددتُ الأشجار المتضرّرة: 300 شجرة! في بعض الأشجار كانت الأغصان قد يبست الأمر الذي يشير إلى قطع “قديم”. جزء آخر من الأغصان كان ما يزال أخضرَ: قطع جديد. أي أنّنا نتحدّث هنا عن فعل مستمرّ. وبسبب نوع التخريب هذا فإنّني أقدّر أنّنا بحاجة إلى قرابة ستّ سنوات لإعادة ترميم الأشجار.
ثمة برج مراقبة للجيش عند مدخل المستوطنة ومن غير المعقول أنّهم لم يروْا المستوطنين. وفي البرج توجد كاميرا لا بدّ أنّها التقطت صورًا لما حصل. أنا قمتُ على الفور بإخبار البلديّة التي توجّهت إلى OCHA، الذين حضروا اليوم إلى الموقع لتفحّص ما حدث.
ووفق ما رأيتُ فإنّ أضرارًا أخرى لم تحدث باستثناء الأشجار. وأنا أقدّر أنّ 300 شجرة تُنتج نحو 70 تنكة زيت في السّنة. كلّ تنكة تُباع بنحو 600 ش.ج. ولذا فإنّنا نتحدّث هنا عن خسارة آلاف الشيكلات لسنوات عديدة.
أنا أعتزم تقديم شكوى حول الموضوع لدى شرطة شاعَر بنيامين.