

أنا من سكّان قرية إسْكاكا، ربّ عائلة ومزارع، وأشغل مهامّ رئيس المجلس منذ عام 2003.
أملك أرضًا مساحتها 30 دونمًا تقع جنوبيّ-شرقيّ القرية، وبجوارها شيّد المستوطنون بؤرة نوفيه نحميا الاستيطانيّة. أنا أملك المستندات التي تثبت تسجيل الأرض على اسمي.
في عام 2001 غرستُ في الأرض 200 شجرة زيتون. وفي عام 2003 أقيمت شرقيّ قريتنا وبجوار أرضي البؤرة الاستيطانيّة الجديدة التي سُمّيت وقتها رحاليم معراڤ، وتُسمّى اليوم بؤرة نوفيه نحميا. وعلى مرّ سنوات عديدة كنت أصل إلى أرضي بحريّة وكنتُ أعتني بأشجار الزيتون. في عام 2007، ومن دون سابق إنذار، أحاط مستوطنو نوفيه نحميا البؤرةَ بسياج وأغلقوا أرضي وأراضي سكان آخرين من إسكاكا في داخل المنطقة المُسيّجة. ومن وقتها لا يمكن لي ولسكان إسكاكا الوصول إلى أراضينا.
في تلك الفترة قدّمت شكوى لدى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة التي حوّلتها إلى مديريّة الارتباط الإسرائيليّة. ولاحقًا توجّهتُ إلى محافظ قضاء سلفيت طلبًا للمساعدة. وجّهني المحافظ إلى مكتب تابع للسلطة الفلسطينيّة يعنى بمناهضة الجدار والمستوطنات. وكّل المكتب محاميًا لخدمة أصحاب أراضي إسكاكا المتضرّرين. أعطينا المحامي توكيلًا وكلّ المستندات المطلوبة. ومن وقتها يواصل المحامي معالجة المسألة، لكنّنا لا نعرف عن أيّ تطوّرات في هذا الصدد.
قبل نحو أسبوعيْن بدأت عمليّات تسوية الأرض بمساعدة جرّافات وآليّات ثقيلة في داخل أرضي وأراضٍ أخرى تابعة لسكّان آخرين من القرية. في ذلك اليوم قدّمتُ شكوى لدى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة. وانا أعرف أنّ الشكوى حُوّلت إلى مديريّة الارتباط الإسرائيليّة. أخبرتُ المحافظ الفلسطينيّ أيضًا، وغدًا سأقدّم شكوى لدى شرطة أريئيل.
أنا من سكّان إسْكَاكَا، متزوّج ولديّ أربعة أبناء وبنتان. أنا المعيل الوحيد للعائلة، أعمل مزارعًا. تملك عائلتي أراضيَ مساحتها 6.3 دونمات ورثناها عن أبي وهي تبعد كيلومتريْن شرقًا عن القرية. على بعد 50 مترًا من الأرض شيّد المستوطنون بؤرة نوفيه نحميا الاستيطانيّة.
في عام 1958 غرستُ أنا وأخي 250 شجرة زيتون، وتبقت لنا منها اليوم 80 شجرة. أمّا الباقي فقد اقتلعها المستوطنون أو قطعوها.
في عام 2002 سيطر الجيش على المنطقة وطردنا الجنود من الأرض. بعدها وضع الجيش كراڤانيْن لخدمة الجنود. تواصل هذا الوضع حتى 2003، وعندها بدأنا برؤية حركة للمستوطنين. في عام 2004 رأينا حضور عائلات مستوطنين وفي 2006 جرت عمليات بناء وتوسيع للبؤرة الاستيطانيّة وشُيّدت مبانٍ صلبة. وبدأوا بتسوية الأرض، بما فيها أرضي، وفي تلك السنة سيّجوا المنطقة بسياج شائك ما يزال موجودًا للآن.
منذ عام 2006 لا أستطيع الوصول إلى أرضي. حاولت ذلك مراتٍ عديدة، ولكن كان مستوطنون مسلّحون يأتون ويطردونني. قبل نحو سنة أقام المستوطنون عمدانًا في أرضي {أعمدة خلط} وما يزال الأمر على حاله للآن. وأنا أخشى أن يبنُوا على أرضي.
على مرّ السنوات توجّهتُ مراتٍ عدّة إلى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة، وحوّلوا الشكاوى التي قدّمتها إلى مديريّة الارتباط الإسرائيليّة، إلّا أنّ شيئًا لم يحدث. والآن أنا أشعر بأنّ للمستوطنين مخططًا كبيرًا.