
تملك عائلتي قطعة أرض مساحتها نحو 71 دونمًا، من بينها 8 دونمات مزروعة بنحو 60 شجرة زيتون، وما تبقى مساحة رعي. تقع الأرض في الجهة الغربيّة من جدار الفصل –الجانب “الإسرائيليّ” ظاهريًا- الذي يحيط بحزمة من الشمال. شُيّد الجدار في السنوات 2004-2006، ومن وقتها ونحن بالكاد ننجح في الدخول إلى أراضينا. ويسمح لنا الجيش الإسرائيليّ بالدخول إليها مرة واحدة في السنة فقط، أثناء قطف الزيتون.
سبق ووقعت حادثتان في الموقع. بيتي يُطلّ {ما وراء جدار الفصل} على قطعة الأرض التي أملكها وعلى الأراضي المتاخمة لها، وعليه يمكنني أن أرى دائمًا ما يحدث في المنطقة {لكن من دون إمكانية الوصول إليها}.
قبل سنتيْن، قرابة آب 2009، أُضرمت النار في أرضي، على يد مستوطنين من ناﭭيه يعكوﭪ على ما يبدو. ونتيجة لذلك أُحرقت بالكامل ست أشجار زيتون روميّة، وهي أشجار من فصيلة خاصّة. لم أقدّم وقتها شكوى للشرطة. في يوم 3.5.2011 اندلع حريق في قطعة أرض تابعة لعائلة “ع” وهي قريبة من أرضي. في الساعة 18:00 تقريبًا كنت في البيت. رأيت أنّ الحريق يندلع في قطعة الأرض المحاذية لأرضي ورأيت أشخاصًا يبدو أنّهم رجال إطفاء إسرائيليّون، أتوْا لإخماد الحريق. أنا أذكر أنّني رأيت في مرحلة معينة أنّ النار قد تنتشر صوب أرضي أيضًا، وكادت شجرتا زيتون تابعتان لي أن تحترقا. في نهاية المطاف نجحت المطافئ بإخماد النار.
في يوم الجمعة الأخير، 3.6.2011، الساعة 16:00، كنتُ في البيت ورأيت أنّ النار تنتشر في أرضي. بدأت النار في مناطق الرّعي وبعدها انتشرت صوب كرم الزيتون. أريد القول هنا إنّني رأيت قبل اندلاع الحريق سبعة أشخاص يتنقلون بجانب قطعة الأرض. وتبلغ المسافة الهوائيّة بيني بيتي وكرم الزيتون نحو كيلومتر واحد. أعتقد أنّ الأشخاص السبعة كانوا من مستوطنة ناﭭيه يعكوﭪ، لأنّه المكان الأقرب إلى أرضي، ولا يُسمح لأحد بالدخول إلى منطقة الأراضي باستثناء مستوطني ناﭭيه يعكوﭪ.
رأيت هؤلاء الأشخاص السبعة يتأمّلون الحريق الآخذ في الانتشار وهم يقفون بلا حراك. ولم تصل المطافئ إلّا قرابة الساعة 19:00، قبل حلول الظلام بقليل، وأطفأوا الحريق. أعتقد أنّ شخصًا ما من القرية اتّصل بالمجلس المحلي الذين اتصلوا بدورهم بمديريّة الارتباط الفلسطينيّة ومن هناك اتصلوا بمديريّة الارتباط الإسرائيليّة، ومن ثمّ بخدمات المطافئ. رأيتُ بوضوح أنّ ستّ أشجار زيتون تابعة لي قد احترقت بالكامل.