
أنا بدويّ من عشيرة الكعابنة، وأب لخمسة أبناء وثلاث بنات. نعيش أنا وعائلتي في عين سامية منذ 15 عامًا، في منطقة نفوذ كفر مالك. عمومًا نحن نعيش في الشتاء عند الجهة الغربيّة من كفر مالك وفي الصيف شرقيّ شارع 458، على بعد نحو 200 متر من الشارع. لديّ نحو 15 رأسًا من الغنم والماعز. لا أملك الأراضي ولكنّني أعمل في الزراعة من حين لآخر.
إلى الجنوب من منطقتنا، وعلى مسافة نحو كيلومتريْن، تقع مستوطنة كوخاڤ هَشاحَر. وقعت في السنوات الأخيرة الكثير من حالات “تدفيع الثمن” وتنكيلات أخرى ضدّ البدو الذين يعيشون هنا، تشمل الاعتداء على الرُعاة وإحراق حقول الحنطة وإلقاء الحجارة على سيّارات فلسطينيّة، ورشّ كتابات ﭼرافيتي وغيرها. هذه هي المرّة الأولى التي أمرّ فيها بتجربة الحرق، ولكن قبل أربع سنوات انقضّ عليّ نحو عشرة مستوطنين مسلّحين نزلوا من مينيبوس وأنا أرعى الماشية وهدّدوني بالسّلاح. وعندها سرقوا منّي عنزة واحدة وذهبوا.
في نحو الساعة 5:30 من يوم 13.8.2015، اتّصل بي ابن عمّي الذي يسكن في عين سامية، وأخبرني بأنّ خيمتي احترقت. لم نكن أنا وعائلتي في الخيمة بل لدى أقرباء آخرين. نزلتُ فورًا إلى الخيمة ورأيتُ من حولها الشرطة والجيش. لم يسمحوا لي بالاقتراب إلّا بعد نصف ساعة، وعندها سجّلوا إفادتي.
احترقت الخيمة بالكامل، ومعها كلّ المعدّات: الفرشات والأغطية وصهريج مياه صغير وفرن غازيّ وبرميل غاز وسجاجيد ومخدّات، والغذاء أيضًا: العدس والأرزّ والحنطة. احترقت كلّها. وإلى جانب ذلك رشّوا الكتابات العنصريّة: نجمة داوود، انتقام. وهكذا عرفنا بأنّهم مستوطنون.
ترك الجيش والشرطة المكان بعد أن أخذوا رقم هاتفي. بعد قرابة أسبوع اتصلوا بي من شرطة بنيامين وطلبوا منّي الحضور لاستكمال الشكوى وهذا ما فعلته. حصلتُ على نسخة لكنّها ليست معي الآن. وقالوا لي في الشرطة إنّه من المؤكّد أنّ “شبيبة التلال” من كوخاڤ هَشاحَر هم الفاعلون.
في الليلة ذاتها حاول المستوطنون الاعتداء على خيم أخرى في المنطقة إلّا أنّ السكّان استيقظوا وطردوهم. ولم يكن لديهم الوقت إلّا لرشّ الكتابات.
وأنا أقدّر الأضرار بأكثر من 7,000 ش.ج.