
أنا أملك كراجًا في حوّارة. والقرية تعاني منذ سنوات من تنكيل المستوطنين. كراجي وبيتي موجودان على الشارع الرئيسيّ، شارع 60، على مسافة نحو 15 مترًا من الشارع. يقع البيت على مسافة كيلومتر واحد غربيّ يتسهار، ونحن نواجه المشاكل مع مستوطنين من يتسهار طيلة الوقت. فهم ينزلون إلى الشارع الرئيسيّ ويعتدون علينا ويضربوننا. فقبل أسبوعين، في يوم الجمعة الموافق 2.4.2010 انقضّ عليّ المستوطنون. وبما أنّني لا أملك موقفًا للسيارة فإنّني أركن سيارتي عمومًا خارج البيت.
في يوم 14.4.2010، ونحو الساعة الثالثة قبل الفجر، تلقيتُ اتصالًا من جاري ن.أ. الذي أخبرني بأنّ سيّارتي تحترق. يسكن جاري بمحاذاة الموقع الذي ركنتُ فيه السيّارة. خرجتُ من البيت ورأيت سيّارتي تحترق. إنّها من نوع فيات صفراء، سنة 79. كان الحريق كبيرًا جدًا لأنّ خزّان الوقود انفجر ولم ننجح بإطفاء النار. لقد احترقت السيّارة بالكامل، بما فيها الدواليب. وقد تكسّر كل الزجاج جراء الانفجار على ما يبدو. كانت هذه سيارتي الشخصيّة.
عندما رأيت السيارة مشتعلة حاولنا أنا والجيران أن نطفئ النار، لكنّنا لم ننجح في السيطرة عليها. بعد نحو نصف ساعة حضرت المطافئ من قرية بورين. وعند وصولهم كانت السيّارة قد احترقت بالكامل. وقد نجحوا في إخماد النار إلّا أنّ السيّارة كانت محترقة كليًّا. وكان الجار الذي اكتشف النار قد شاهد أشخاصًا يهربون من الشارع، إلاّ أنّ الظلام كان دامسًا ومن الصعب التعرّف بهم. في الصباح اتصلتُ بالشرطة الفلسطينيّة، فحضروا ورأوا السيارة وصوّروها، وسجلوا إفادتي وقالوا إنّهم سيُبلغون الارتباط الفلسطينيّ. كانت قيمة هذه السيّارة نحو 10,000 ش.ج. ولا توجد أيّ إمكانيّة لتصليحها.
استيقظت ابنتي باكية، ولذلك استيقظتُ. وعندها رأيت الحريق الكبير. ثم انفجر خزّان الوقود مصدرًا صوتًا عاليًا. اتصلت بصديقي ح.ع. لأخبره بأنّ سيّارته تشتعل، وعندها استيقظ وخرج لرؤية ما يحدث. هذه ليست بالقصّة الجديدة، فهم يُضرّون بنا طيلة الوقت. قبل فترة ما ثقبوا أربعة دواليب في سيارتي.