
أعمل مزارعًا، ويقع جزء من أراضيّ بقرب حـَﭭات ﭼلعاد. أتعرّض منذ فترة طويلة لمضايقات من المستوطنين الذين يعيشون هنا. كانت هناك أيضًا مضايقات من طرف مُستوطني البؤرة الاستيطانيّة شـﭭوت عامي [وثّقت منظّمة ييش دين ما لا يقلّ عن أربع وقائع سابقة مماثلة]. تقع الأرض شمال-شرق قرية إماتين، على بعد كيلومترين من القرية، تبلغ مساحتها تسعة دونمات وهي مزروعة بأشجار زيتون ومزروعات موسميّة.
في يوم الثلاثاء، الموافق 20.5.2008، في الساعة 10:00 صباحًا، كنت في الأرض عندما ظهر فجأة شخص ملثّم يمتطي حصانًا أحمرَ. أتى من ناحية حـَﭭات ﭼلعاد. كان يمسك سكينَ جيب طولها 25 سم. كنت مع زوجتي وكِنّتي وأحفادي. قال لي الملثّم: “انصرف من هنا”، فأجبته: “انصرف أنتَ من هنا، هذه أرضي”. قام المستوطن بحثّ الحصان بواسطة ضربه على مؤخّرته، وحاول أن يترجّل عنه لمهاجمة أغنامي (وعددها 9 غنمات). حاولنا أنا وزوجتي الدفاع عن نفسيْنا وعن الأغنام بواسطة أنبوب كان معنا. ذُعرَ وهرب، ابتعد مسافة 60 مترًا، ومن ثم عاد وسأل ثانيةً “ألا تريد الانصراف؟”، أجبته بـ “لا”. أمسك بالسكين بين أسنانه، وأخرج حجرًا كبيرًا من جيبه. ألقى الحجر باتجاهي ولكنه لم يُصبني. ذُعر الطفلان كثيرًا، إذ تبلغ أعمارهما سنة ونصف وأربع سنوات. هرب المستوطن، ولحقت به حتى مسافة 70 مترًا. بقي في المنطقة، حتى مسافة 200 متر- رأيته بنفسي. رأيت عندئذٍ ثلاثة مستوطنين آخرين قادمين نحونا سيرًا على الأقدام. كان هناك أيضًا راعيان من قريتنا، ناديتهما وانضمّا إليّ. عندما رأى المستوطنون أنّ هناك المزيد من الناس غادروا المكان. اتّصلت بـ “س” من مديرية الارتباط والتنسيق الإسرائيليّة في قلقيلية، ولم أتلقَّ ردًا. في اليوم التالي، عدت إلى العمل من دون مشاكل.
في تاريخ 22.5.2008 ذهبنا مجدًدًا إلى قطعة الأرض. كان ذلك موسم حصاد القمح. وصلنا في السادسة
والنصف صباحًا. كنت مع زوجتي “س” وابني “ر”. عندما اقتربنا، رأيت انّ القمح كان محروقًا. صُدمت وفقدت وعيي. إنّه حصاد
الموسم كلّه. اتّصلتُ مُجددًا بـ “س” من مديرية الارتباط والتنسيق في قلقيلية،
اتصلت برقم هاتفه الشخصيّ، ولم يُجب على المكالمة. اتّصلت برقم الطوارئ 100 ولم
أتلقَّ ردًا. كان لدى ابني رقم هاتف شرطة كدوميم، واتّصلت بهم. طلبوا أن نذهب إليهم. قطعت مسافة 4-5 كيلومترات سيرًا على الأقدام ووصلت
إلى محطة الشرطة قرابة الساعة الثامنة والنصف. انتظرت لمدة ساعة ونصف، ومن ثم خرج
ضابط بثلاث نجمات وقال إنّه ليس هناك محقّقون وأنّه عليّ
العودة في اليوم التالي، أي يوم الجمعة، ومن بعده السّبت (يا بلا محققين أيضًا). لذلك،
طلب مني العودة إلى المنزل. تعصّبت وقلت له: “لماذا تفعلون ذلك بالناس ومن ثم
تقولون لهم إنّه لا يوجد محقّقون”.
اتّصلت بمنظّمة ييش دين، طلبوا مني البقاء في محطّة الشرطة وقالوا إنّهم سيتّصلون
بشرطيّ يُدعى “ر”. من ثم مرّ ضابط شرطة وسألني “ماذا تفعل؟”، فقلت له إنّني أريد
تقديم شكوى لأنّهم حرقوا أرضي. سألني: “كيف تعرف أنّ المستوطنين هم من فعلوا
ذلك؟”، قلت له: “هل تحاول أن تسخر مني، من يجرؤ على المجيء إلى هناك سوى
المستوطنين؟”. ومن ثم طلب مني ركوب السيارة (كنت في الخارج) وأدخلني إلى
المحطّة. انتظرت لمدّة ساعة تقريبًا، ومن ثم ذهبتُ إلى مكتبه. قال الضابط:
“لم أنسَكْ، ولكننا ما نزال مشغولين”. توجّه إلى محقّق اسمه “أ.ل.”
الذي سجّل إفادتي. الضابط الذي أدخلني كان المترجم. وقّعت على مستندات وطلبوا منّي
الانتظار في الخارج. انتظرت لنصف ساعة، عدت وسألت ما الداعي للانتظار، فأخبروني
أنّهم ينسّقون مسألة المرافقة لمكان الواقعة. ذهبت إلى هناك مع شرطيّين وأربعة
جنود. ذهبنا إلى هناك في سيارة شرطة وسيارة بيضاء تابعة لمديرية الارتباط
والتنسيق. وصلنا إلى الأرض، والتقطوا الصّور لها ولما تبقى من الحريق. حرقوا أكوام
القمح الذي جمعته بعد الحصاد. حرقوا أيضًا 9 أشجار زيتون مثمرة تحمل حوالي 200 كغم
زيتون. نصنع من محصول القمح حوالي نصف طنّ دقيق و100 كيس طعام للأغنام.
سألوني ما إذا أمكنني التعرّف إلى المستوطن، فقلت لهم إنّه كان ملثّمًا، ولكن الحصان كان أحمرَ.