
أشغل منصب رئيس مجلس قرية برقة منذ عام 2000. تقع القرية على بعد 7 كيلومترات شرقيّ رام الله، ويبلغ عدد سكّانها نحو 3,000 نسمة. نحن محاطون ببضع مستوطنات وبؤر استيطانيّة. من الغرب: ﭼڤعات أساف على بعد كيلومتر واحد وݒسـﭼوت، من الجنوب: كوخاݒ يعقوب على بعد أربعة كيلومترات، من الشرق: ميـﭼرون على بعد كيلومترين. نحن محاطون من جميع الجهات.
يعاني سكّان القرية منذ العام 2000 من مضايقات متكرّرة مستوطني ميـﭼرون وﭼڤعات أساف. يتعرّض المزارعون للاعتداءات، ويُمنع الرعاة من رعاية مواشيهم. سرقوا لنا حصانًا وحميرًا. يحرقون أشجار الزيتون، يدخلون إلى القرية ويحرقون السيارات. كانت هناك محاولة لحرق منزل أيضًا. قدّمنا شكاوى عن كلّ ذلك لدى الشرطة الإسرائيليّة [قُدّمت بعض الشكاوى بمساعدة من ييش دين] ولم يسفر عن ذلك شيء.
يوجد في شمال-غرب القرية مسجد، يُدعى مسجد النور، وقد أقيم عام 2004. المسجد مبنى من ثلاثة طوابق. توجد في الطابق الأول مدرسة ومراحيض. يقع المسجد في الطابقين الثاني والثالث.
في يوم الخميس، 15.12.2011، قرابة الساعة 5:30 صباحًا، كنت في المنزل. اتّصل بي أُناس من القرية وقالوا إنّ هناك حريقًا في المسجد. خرجتُ فورًا، وعند وصولي، تعالى دخان كثيف في الطابق الثالث من المسجد، ورأيت أشخاصًا يحاولون السيطرة على الحريق وإخماده. اتّصلت بمحافظ رام الله وبوزارة الأديان وبمديرية الارتباط والتنسيق الفلسطينيّة، وأبلغتهم بما حدث.
قبل السادسة صباحًا بقليل، نجحنا في السيطرة على الحريق. قرابة الساعة الـ 11 صباحًا، حضر الجيش الإسرائيليّ والشرطة الإسرائيليّة، ولكنهم لم يتمكّنوا من دخول المسجد بسبب الاحتجاجات العفويّة من بعض الشبّان.
وقعت الأضرار في الطابق الثالث أساسًا. احترق السجّاد، واسودّت الجدران ورٌشّت عليها كتابات عنصريّة مثل “حرب- ماتسݒيه يتهسار”.
في ذلك اليوم، قرابة الساعة 14:30، ذهبت برفقة المؤذّن إلى الشرطة في بيت-إيل، حيث أدلى بشهادته. لم يعطونا استمارات المصادقة على تقديم شكوى.
أسكن على مسافة كيلومتر واحد من المسجد. خرجت من المنزل قرابة الساعة 4:45 صباحًا، للذهاب إلى المسجد. وصلت إلى المسجد في تمام الساعة الخامسة. أحضر إلى المسجد قبل الجميع وأغادره بعدهم لأنّني المسؤول عن المسجد [والمؤذّن].
دخلت عبر الباب الرئيس في الطابق الأوّل. عندما فتحت الباب، شعرت بوجود دخان كثيف. صعدت إلى الطابق الثاني، وهناك تعزّز شعوري. تمشّيت قليلًا، ومن ثم دخلت عبر باب إضافيّ في الطابق الثالث، ورأيت النار تلتهم سجّاد المسجد. ولأنّ الوقت صادف موعد صلاة الفجر، حضر العديد من الناس وحاولوا إخماد النار. كان الدخان الكثيف خانقًا لأنّ النوافذ كانت مغلقة. فتحنا النوافذ وحاولنا على مدار نصف ساعة إخماد النار. كان التيار الكهربائيّ مقطوعًا بالطبع وكان المكان مظلمًا، الكراسي البلاستيكيّة ذابت وانبعثت منها رائحة خانقة.
لم نكن نتخيّل قطعًا أنّ شيئًا كهذا سيحدث، ولذلك لم نُدخل وسائل حماية. الباب الجانبيّ لم يكن مقفلًا. مع طلوع الضوء، رأينا أنّ قسمًا كبيرًا من السجّاد احترق، والنظام الكهربائيّ تضرّر، ورُشّت بالعبريّة جملة “حرب- متسݒيه يتسهار”. اتّسخت الجدران وحضر العديد من الإعلاميّين وممثّلون عن السلطة الفلسطينيّة. في الساعة 14:30، ذهبت مع رئيس المجلس إلى الشرطة الإسرائيليّة في أريئيل وهناك أدليت بشهادتي.