
أنا من سكّان قرية تِل قضاء نابلس. أملك أراضيَ زراعيّة غربيّ القرية. ورغم أنّ الأراضي تبعد 4 كيلومترات هوائيّة عن القرية، إلّا أنّ عليّ السفر نحو 20 كيلومترًا في السيّارة بغية الوصول إليها، لأنّ مستوطني بؤرة حَڤات ﭼِلعاد يمنعوننا من الوصول إلى الأراضي.
تقع قطعة الأرض التي أملكها غربيّ حَڤات ﭼِلعاد، على مسافة قرابة كيلومتر ونصف الكيلومتر. والحديث هنا عن 20 دونمًا من شجر الزيتون. في كانون الثاني هذا العام زرعتُ فيها نحو 200 شتلة جديدة، وفي أرضي ثمة بئر ماء أيضًا.
بعد مضيّ شهر على غرس الشتلات اقتلع المستوطنون وسرقوا 50 شتلة. وهذه الواقعة مُوثّقة لديكم في ييش دين.
يمكنني الوصول إلى أرضي بحُريّة، ومن دون تنسيق مُسبق مع الجيش، لكنّنا على غرار مزارعين آخرين نخاف الوصول إليها بسبب عنف المستوطنين. ونحن نتحدّث هنا عن مستوطنين عنيفين جدًا وخطرين. فثمة اعتداءات طيلة الوقت على المزارعين وعلى المزروعات على حدّ سواء. وتتبع ملكيّة هذه الأراضي لقرى جيت وفرعتا وأماتين.
في مساء يوم الجمعة، 29.6.2012، اتّصل بي “ش”، وهو مزارع من قرية فرعتا، يملك أراضيَ في المنطقة، وقال لي إنّه رأى شتلات مقتلعة في أرضي. وأضاف “ش” أنّ ابنه كان في قرية تل وسار بجانب الأراضي قبل يوم وقبل حلول الظلام، ورأى في طريقه إلى القرية مستوطنين في قطعة الأرض، فخاف ولم يقترب. ويبدو أنّ أولئك الأشخاص الذين رآهم في الأرض هم أنفسهم من اقتلعوا الشتلات.
في يوم الأحد، 1.7.2012، توجّهتُ إلى قطعة الأرض. عددتُ 41 شتلة مكسورة. اتّصلتُ بمحافظ نابلس وأخبرته بالأمر، فقام هو بإعلام مديريّة الارتباط الفلسطينيّة وطلب منهم زيارة الموقع ومعاينته. في ساعات الظهيرة من يوم الثلاثاء التقيتهم في الأرض. وكان من بين الحُضور أفراد من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة والشرطة الإسرائيليّة وجنود أيضًا. جميعهم التقطوا صورًا للأشجار، وسجّلت الشرطة الإسرائيليّة إفادتي الكاملة في الموقع، ولم يُعطوني نسخة منها.
صباح يوم أمس، 9.7.2012، وقعت حادثة أخرى لم يتسنّ لي التبليغ بها أمام الجهات الرسميّة: فقد توجّهت لريّ الشتلات واكتشفتُ أنّ المستوطنين كسروا قفل غطاء البئر والغطاء نفسه. وألقوا النفايات والأحجار في داخل البئر. وقطعوا أيضًا 20 شجرة فتيّة أخرى بمقصّ التقليم.