
في تاريخ 30.6.2009 في ساعات ما بعد الظهر، قرابة الساعة 18:30، كان زوجي، وهو سائق سيارة أجرة، نائمًا في الغرفة. كانت سيارة الأجرة مركونة أمام المنزل. قمت بتشغيل الغسّالة التي أحدثت ضجيجًا. رأيت عبر النافذة جارتي وأبناءها يركضون في الشارع المجاور للمنزل. فقط بعد ذلك، سمعت أناسًا يصرخون. كانت هذه إشارة معروفة لدينا، عندما يقترب المستوطنون من القرية، يبدأ الناس بالصراخ. سارعت لإيقاظ زوجي ليُبعد سيارة الأجرة إلى مكانٍ آمن. رافقته إلى باحة المنزل. رأيت جنودًا فوق التلة المرتفعة المقابلة للمنزل، على بعد كيلومتر تقريبًا. رأيت أيضًا مجموعة مستوطنين فوق التلة. بلغ عددهم المائة، وأخذوا يركضون نحو منزلنا. اتّصلت بزوجي الذي كان قد ابتعد عن المكان، وحذّرته ألّا يعود إلى المنزل. رأيت أيضًا فوق التلة الواقعة أسفل مستوطنة يتسهار سيارتين، واحدة زرقاء داكنة-سوداء، ربّما سيارة جيݒ، والثانية بيضاء، ربّما سيارة جيݒ تابعة لـمسؤول الأمن الجاري العسكريّ أو لمديرية الارتباط والتنسيق. هاتفتني شقيقتي أيضًا، المقيمة في الناحية الثانية من القرية، ويطلّ منزلها على المنطقة، وصرخت قائلة إنّ هناك مستوطنين بجوار المنزل.
طلبت من أبنائي مساعدتي على إقفال الأبواب والنوافذ. بدأ المستوطنون بإلقاء الحجارة باتجاه المنزل. أخبرتني شقيقتي عبر الهاتف بأنّهم ابتعدوا قليلًا. فتحت النافذة ورأيت 20 مستوطنًا ملثّمًا يقفون على بعد عشرين مترًا، موجّهين ظهورهم للمنزل.
في تلك الأثناء، حضر إلى المنطقة سكّان القرية الذين ردّوا على المستوطنين بإلقاء الحجارة تجاههم. بعد أن هدأنا، فتحنا أنا والأطفال النوافذ الكبيرة وخرجنا. رأيت المستوطنين يحدثون شغبًا فوق التلة، ويلقون الحجارة باتجاه السكان. بعد بضع دقائق بدؤوا أيضًا بإطلاق النار نحوهم. لم يصب أحد بأذى. اختبأ سكّان القرية بجوار منزلنا. جلس أحد السكّان بجانب بئر باحة المنزل وصوّر المستوطنين الذين وقفوا في الناحية الجنوبيّة-الشرقيّة وأطلقوا النار باتجاهنا. استخدم أحد المستوطنين مِقلاعًا لإلقاء الحجارة. استمرّ ذلك لساعة أو أكثر.
اتّصلت بمديرية الارتباط والتنسيق الفلسطينيّة. لم يكونوا على دراية بما حدث. من ثم اتّصل بي مباشرة ضابط يُدعى “ش” من مديرية الارتباط والتنسيق الإسرائيليّة وسألني عمّا حدث، قلت له “اسمع صوت الطلقات”. قرابة الساعة 19:45، قَدم جنود من اتّجاه المستوطنة نحو منزلنا وأطلقوا على السكّان غازًا مسيلًا للدموع. أصيب قرابة العشرين بالغاز. عندما خرجت من المنزل مجدّدًا رأيت الجيران يتحدّثون مع الجيش. رفضوا الابتعاد عن المنزل. ابتعد الجيش باتّجاه التلة المقابلة للمنزل. انتظر الجيران إلى أن أتى النشطاء الأجانب من حوارة، والذين مكثوا هناك. أصيب المنزل بأضرار: هناك علامات إطلاق نار على طبقة الرخام التي تغطي جدران المنزل وعلامات إلقاء حجارة على السقائف فوق النوافذ.
في اليوم التالي، الموافق 1.7، قرابة الساعة 15:00، اتّصل بي الجيران وأخبروني أنّ هناك مستوطنين بجوار المنزل. حاولت تصويرهم. لم أستطع التمييز ما إذا كانوا جنودًا أم مستوطنين. اتّصلت بمديرية الارتباط والتنسيق الفلسطينيّة وأبلغتهم بذلك. بعد بضع دقائق هاتفني مجدّدًا الضابط “ش” من مديرية الارتباط والتنسيق الإسرائيليّة. يبدو أنّ مديرية الارتباط والتنسيق الفلسطينيّة أبلغته بالواقعة، كما حدث في اليوم السابق. تعهّد بأن يأتي ليجري فحصًا، ولكنه لم يأتِ.
في يوم الواقعة، قبل المساء، كنت نائمًا بعد يوم عمل. أيقظتني زوجتي ومن ثم سمعت صفيرًا، وهي إشارة يعرفها سكّان القرية وتدلّ على هجوم المستوطنين. حدث ذلك بعد الساعة 18:00 تقريبًا.خرجت إلى الباحة لرؤية ما يحدث. خشيت أن تكون سيارة الأجرة التي ركنتها على الشارع المجاور للمنزل قد أصيبت بأذى. رأيت ثلاثة جنود بجوار خيمة المستوطنين فوق التلة المقابلة للمنزل، واثنين فوق التلة المجاورة للمنزل. ظننت أنّه لن يحدث شيء خاص في ظلّ تواجد الجنود. بسبب موقع المنزل، الذي يخفي جزءًا من التلة، لم أرَ المستوطنين. دخلت سيارة الأجرة وسافرت إلى القرية لأبعد السيارة عن المنزل.
عندما وصلت إلى القرية، هاتفتني زوجتي وحذّرتني ألّا أعود إلى المنزل. قالت لي إنّ هناك العديد من المستوطنين القادمين من اتجاه التلة نحو منزلنا. في هذه المرحلة، لم أكن قد رأيت شيئًا بعد. فقط بعد أن ركنت سيارتي بجوار منزل شقيقي في وسط القرية، صعدت إلى سطح منزله ورأيت المستوطنين ينزلون باتجاه منزلي، راوح عددهم العشرين، وكانوا جميعهم ملثّمين. اقتربوا من المنزل وأخذوا يلقون الحجارة، قررت العودة، استقللتُ سيارة أخرى، خصوصيّة، وعدت أدراجي باتجاه المنزل. في تلك الأثناء، اجتمع بعض أهالي القرية وبدؤوا يركضون باتجاه المستوطنين. عندما تسلّقنا التلة، كانوا فوقنا وأخذوا يطلقون النار في الهواء، ومن ثم على الأرض أمامنا، لكنهم لم يحاولوا إطلاق النار علينا.
كان الجنود فوق التلة طوال الوقت، ولم يُبعدوا المستوطنين. حاولوا إبعادنا نحن. هذا ما يحدث دائمًا، إنّها طقوس ثابتة. لا يبعدون المستوطنين، يبعدوننا نحن.