
أنا أعيش في مسحة. بيتي هو البيت الوحيد في مسحة الموجود غربيّ جدار الفصل في الجانب “الإسرائيليّ”، بين الجدار ومستوطنة إلكانا. المسافة بين البيت وبين إلكانا تراوح 20 مترًا تقريبًا. وثمة شارع أمنيّ يمتدّ من الشمال إلى الجنوب يفصل بين بيتي وبين بيوت إلكانا.
ثمة مشاكل مع المستوطنين منذ تشييد الجدار. ففي أحيان متقاربة يلقون الحجارة على البيت ويسبّون ويتفوّهون بالكلمات البذيئة. وحتى عندما في الطريق إلى أو من العمل أقابل مستوطنين يدرُجون على الوقوف على الجسر بجانب محطة وقود إلكانا. وعندما أمرّ من تحت الجسر يُلقون عليّ كلّ ما يُتاح لهم: القناني والحجارة والنفايات.
قبل نحو السنة ونصف السنة، يوم 4.1.2004، ألقى مستوطنون الحجارة على بيتي وكسروا زجاج الحمّام الشمسيّ. قدّمتُ شكوى في الشرطة لدى مكتب التنسيق والارتباط الإسرائيليّ عند مدخل قلقيلية. بعدها اُستدعيت إلى شرطة أريئيل للإدلاء بإفادة أخرى. وحتى اليوم قدّمت ثلاث شكاوى.
في يوم 13.6.05 السّاعة בשעה 01:00 ليلًا، سمعتُ نباح الكلاب من صوب إلكانا. ومن تجربتي أعلم أنّ هذه علامة على عبور الناس للشارع. خرجتُ ورأيت سبعة شبّان في سنوات العشرين تقريبًا، وصلوا راجلين من صوب إلكانا وكانوا يسيرون على طول الشّارع. وصلوا حتى نهاية الشّارع، على بُعد نحو 50 مترًا من بيتي، وبدؤوا فورًا بالسير راجعين بالطريق نفسها. في الساعة 01:05 توقّفوا على الشّارع مقابل البيت، على بُعد نحو 10-12 مترًا منه وبدؤوا بإلقاء الحجارة صوبه. لم يروني وقتها، أنا رأيتهم لكنّني لم أستطع تبيُّن تفاصيلهم، إذ أنّ البيت كان مضاءً بلامبتيْن كشّافتيْن كبيرتيْن فيما وقفوا هم في مكان مُعتم.
خفتُ على أولادي السّتة من أن يستيقظوا ويُصابوا بالذعر. اتصلت بـ “ط.ب.”، وهو مستوطن أعرفه من إلكانا، وطلبتُ منه أن يستوضح هوية راشقي الحجارة، كي يكون بوسعي التوجّه إليهم. قال ط.ب. إنّه سيفحص الأمر لكنّه لم يتّصل بي ثانيةً.
اتّصلتُ بشرطة كدوميم، وردّ عليّ شخص لم أعرفه. أخبرته بما يجري. قال لي إنّه سيعالج المسألة، فيما استمرّ رشق الحجارة نحو 45 دقيقة.
قرابة الساعة 01:50 وصلت سيّارة جيݒ عسكريّة وانصرف المستوطنون. كان في الجيݒ جنديّان، وأخبرتهما بما حدث. توجّها معي إلى المكان الذي رشقوا منه الحجارة لكنّ الشبان كانوا قد رحلوا. اقترب الجنود من بيتي وأضاؤوا عليه بلامبة كشّافة ووجدوا على الحائط آثارًا واضحة خلّفتها الحجارة.
صبيحة الغداة، نحو الساعة 06:00، خرجتُ متوجّهًا إلى العمل ولم أملك الوقت لتفحّص الأضرار. نحو السّاعة 10:00، وبينما أنا في العمل، اتّصل بي “ح” من الارتباط في كدوميم (أعرفه من حادثة سابقة). أخبرته بما جرى، وسألني عن وقوع أضرار وقلتُ له إنّني لم أفحص للآن، ولكن على الأرجح أنّ زجاج الحمّام الشمسي قد تكسّر كما في المرّة السابقة.
في يوم الأربعاء 15 حزيران توجّهتُ إلى مكتب الارتباط الإسرائيليّ عند مدخل قلقيلية لتقديم شكوى. وصلت إلى بوابة مكتب الارتباط السّاعة 07:00. قال لي الجنديّ عند البوابة إنّهم سينادون عليّ. انتظرتُ هناك ثلاث ساعات. في السّاعة 10:00 خرجت سيّارة جيݒ من المعسكر. سألت عن “س” الذي أعرفه وقيل لي إنّه ليس موجودًا في ذلك اليوم. اتّصلتُ بـ “ح” الذي قال لي إنّه موجود في رام الله وإنّ “س” لن يكون موجودًا حتى نهاية اليوم. بعد ثلاثة أيّام على الحادثة قدم ممثلون عن مكتب الارتباط الفلسطينيّ في سلفيت لإجراء تحقيق. طلعنا على السطح سوية ورأينا الزجاج المكسور، بعضه زجاج مكسور من اعتداء السنة الماضية، وبعضه من الحادثة الحالية. ويمكن التمييز بوضوح بين الزجاج القديم وبين الزجاج الذي كُسر الآن.