
أنا من سكّان قُصْرة، وأساعد أبي على رعي الماشية. أبي يملك 70 رأسَ ماشية، وبيتنا في الجهة الجنوبيّة من القرية. على بعد كيلومتر جنوب- شرق منزلنا تقع بؤرة إش-كودِش الاستيطانيّة. توجد في المنطقة بؤر استيطانيّة أخرى، أكثر بُعدًا، مثل عَدي- عاد. وفي العادة، أنا أخرج مع الماعز إلى المرعى الشرقيّ في القرية. وفي بعض الأحيان يأتي مستوطنون لمضايقة رُعاة المواشي. قبل أسبوع اعتدى مستوطنون على جاري، “ع.ت.” {قُدّمت شكوى بمساعدة ييش دين}. وفي بعض الأحيان يدخلون إلى القرية وصولًا إلى بيتنا. وقبل شهر، وفي ساعات الليل المتأخّرة، سمع أبي صوتًا في الخارج ورأى أربعة مستوطنين. وعندما سألهم عمّا يفعلونه أجابوا “أنتم اذهبوا من هنا!”. وفي الكثير من المرات يأتون مع كلاب.
في يوم الأربعاء، 15.12.2010، الساعة السابعة والنصف صباحًا، خرجتُ مع الماعز إلى منطقة تُسمّى سيلطا، وتقع بين منزلي وبين إش-كودِش. في السّاعة 8:30 وصل إلى المرعى مستوطن يركب على حصان وأمرني بالعربيّة بعدم الاقتراب أكثر من بؤرة إش-كودِش. بعد نحو ساعة عاد المستوطن ومعه مستوطن آخر. وأطلق أحدهما كلبًا باتّجاه قطيعي، إلّا أنّ كلابنا طردته. وترك المستوطنون المكان من دون التّحدّث إلينا.
في السّاعة 13:00 بدأتُ بالعودة إلى البيت. وفي الطريق التقيْتُ براعييْن آخريْن. بعد أن افترقنا وذهب كلٌ منّا إلى بيته، رأيت مستوطنيْن يخرجان على الأقدام من بين الصخور. كان أحدهما ذلك المستوطن الذي رأيته في السابق، الذي يمتطي الحصان. كان هذه المرّة مُلثمًا ولكنه يرتدي الملابس ذاتها: بنطال كُردُروي رماديّ وبلوزة سوداء، ويعتمر كيـﭘاه كبيرة ومن دون شراريب قماشيّة. كان أطولَ منّي وله لحية قصيرة وجسم صلب ويبدو في العشرين من عمره. كان يمسك بسكين كبير، ولم أستطع التعرّف بالثاني.
كانا على بُعد نحو مئة متر منّي، وصاحا “تعال لهنا”. خفت جدًا. رأيتهما وهما يلقيان الحجارة على الماعز، ورأيت أحدهما يحاول ذبح عنزة. وقد قتلا بالحجارة عنزتيْن حامليْن، وألحقا أضرارًا برأس عنزة أخرى. وقد أجهضت عنزة أخرى حامل. وبعد عدّة دقائق هرب المُعتدون صوب البؤرة الاستيطانيّة.
اتّصلتُ بأبي واتصل بدوره بمديريّة الارتباط الإسرائيليّة. في السّاعة 15:00 ذهبنا أبي وأنا إلى شرطة أريئيل وقدّمنا شكوى. طلب منّا الشرطيّون أخذ الماعز إلى الطبيب البيطريّ لفحصها. في السّاعة 18:00 وصلت سيّارة جيݒ تابعة للارتباط الإسرائيليّ وذهبنا إلى موقع الحادثة. التقطت الشرطة صورًا للماعز. ونحن نقدّر الضرر بنحو 6,000 شيكل، لا تشمل إجهاضات المعز.
ومن وقتها وأنا أخاف من الخروج مع الماعز.