
سُلبت أرضنا ليتمّ توسيع مستوطنة ﭼڤعات هَخَرسينا. في التوسيع الأخير من 2003-2004 سرقوا سبعة دونمات من أرضنا، إضافة إلى الـ 20 دونمًا الّتي سبق وضُمّت مع إقامة جدار للمستوطنة. يمنعنا الجيش والمستوطنون من الدخول إلى أرضنا. وقد أنشئ السّور الأخير “لأسباب أمنيّة”. قضت الإدارة المدنيّة بمنع المستوطنين من استخدام أراضينا، إلّا أنّهم على أرض الواقع يحاولون استغلالها وتخريب أشجارها: الكروم، والرمّان، والتين، واللوز والفستق. وضع المستوطنون أقفاصَ الدجاج والحمير وغير ذلك في الأرض. عدا عن استخدام الأرض، حطّم المستوطنون أغصان الأشجار، وهدموا عرائش العنب، وقبل نحو عاميْن حرقوا بعض الأراضي.
في 15.11.2008 الساعة 20:30 سمعنا صوت جرّار ومعدّات ثقيلة تعمل في أرضنا وأرض جيراننا، عائلة “ع”. صعدتُ إلى السطح لأتفقّد ما يحدث وإذ بمستوطن يحرث الأرض بجرّار مصابيحه مُطفأة. تابع هذا الشخص عمله حتّى قدوم الشرطة، أي نحو الساعة 21:15. لا أعرف من قام باستدعاء الشرطة. عندئذ أطفأ المستوطن محرّك الجرّار وترجّل منه، من ثمّ ذهب شمالًا باتّجاه المستوطنة سالكًا الطريق الواقع بين الأرض والمستوطنة.
شاهدتِ الشرطةُ المستوطنَ يحرث الأرض. التفتّ إلى الشرطيّ وسألته لماذا لم يفعل شيئًا، إلّا أنّه تحاشى الإجابة، وحذّرني من إلقاء الحجارة على المستوطن كي لا يتمّ اعتقالي. بإمكاني تقديم شكوى في مركز الشرطة إذا رغبت بذلك. أمّا المستوطنون الآخرون الذين كانوا هناك فقد مكثوا في المكان مدّة ساعة أو ساعة وربع.
الرجل الذي حرث الأرض هو مستوطن يدعى “ي”، نصَبَ “كَراڤان” ووضع الماعز والدجاج في أرضنا.
في وقت لاحق، وصلت إلى المستوطنة سيّارة جيݒ تابعة للجيش وسيارة أمنيّة برفقة “أ”، مُركّز الأمن الجاري العسكريّ للمستوطنة. وقف المستوطنون بمحاذاة السّور واستمّروا في إلقاء الشتائم. بعد ذلك غادرت الشرطة وسيّارة الجيݒ التابعة للجيش المنطقةَ، وحينها التفت أحد الجنود إلى المستوطن قائلًا: “اِنكَحْه”، وكنت أنا المقصود بذلك.
في اليوم التالي توجّهت إلى الشرطة لتقديم شكوى. وصلت إلى المركز في تمام الساعة 7:30، دخلت الساعة 9:30، وفقط في الساعة 14:30 أدليت بشهادتي. استمّر الاستجواب مدّة خمس عشرة دقيقةً. منذ البداية أدركتُ أنّ المُحقّق هو ابن مستوطن من كريات أربع يُدعى “أ”، وهو شريك أيضًا في الاستيلاء على الأراضي. بدأ يصرخ في وجهي قائلًا إنّه لن ينظر في قضيّتي من دون أوراق إثبات ملكيّة. طلبتُ تحويلي إلى محقّق آخر. أعطاني المحقق الآخر مستندَ المصادقة على تقديم الشكوى، لكنه لم يوقّع عليه.