
أنا من سكّان سِلواد، مُحامٍ وشغلت في السابق منصب رئيس المحكمة العسكريّة الفلسطينيّة. أنا أملك الأراضي في شرق سلواد، في منطقة اسمها خلّة السّلطان، على بعد قرابة نصف كيلومتر من آخر بيوت القرية، ونصف كيلومتر من قرية دير جرير المجاورة. صُنّفت الأراضي على أنّها منطقة C. أنا ورثتُ هذه الأراضي عن والدي ولعائلتنا 15 دونمًا، أملك من بينها أربعة دونمات ونصف الدونم، مزروعة بالتين واللوز والدوالي والمشمش.
لم أُعانِ في السّابق من مضايقات وعنف المستوطنين. لكنّ مستوطنين أقاموا قبل نحو شهريْن بؤرة استيطانيّة {نيتْسَح بنيامين} على أراضي سلواد. وقد وضعوا هناك كوخًا واحدًا وسيطروا على مبنى قديم تابع للقرية. وهم يمكثون هناك بشكل دائم، ويُلحقون الأذى برُعاة المواشي ويطردون ويُروِّعون. وأحيانًا يتجوّلون على دَبّاب (تراكتورون) يكون معهم.
قرابة السّاعة 16:00 من يوم الخميس، 11.4.2013، خرجتُ على ظهر حصان ووصلتُ إلى قطعة الأرض التي أملكها خلال نصف ساعة تقريبًا. عندما وصلت اتّصل بي صديقي “ر.ع.” من دير جرير، وهو راعي مواشٍ، وحذّرني من وجود مستوطنين في الموقع ويقومون بإلقاء الحجارة. اتّصلت فورًا برئيس بلديّة سلواد، الذي أعطاني رقم هاتف ممثل عن ييش دين. تحدّثتُ معه ووصفتُ له ما يحدث، وقال إنّه سيتّصل بالجيش.
في هذه الأثناء، قام “ح.ع.”، وهو أخ “ر.ع.”، والذي كان يمكث معه في الأراضي، بأخذي بالسيّارة إلى حيث كان “ر.ع.” موجودًا. اتّصلتُ ثانية بمُمثل ييش دين وقال إنّه على اتّصال مع الجيش. فجأةً سمعتُ صراخًا بالعبريّة ورأيت جنودًا في سيّارة جيݒ عسكريّة توقّفت إلى جانب الكوخ في البؤرة الاستيطانيّة. هرب المستوطنون باتّجاه الوادي. سِرتُ مع “ح.ع.” صوبَ الجنود، وكانوا ثلاثةً ومعهم ضابط.
رويتُ لهم ما حدث. قلتُ إنّ المشاكل تحدث يوميًّا منذ إقامة هذه البؤرة الاستيطانيّة. سألتُ الضابط ما إذا كانت البؤرة قانونيّة، وأجاب الضابط بأنّ الأمر ليس قانونيًّا ولكنّه لا يملك الصلاحيّات لأنّ الأمر يخضع للشرطة. أشرتُ إلى حيث هرب المستوطنون. غادرت سيّارة الجيݒ وعدتُ إلى قطعة الأرض.
فجأةً ومن دون أن ألحظ اقترابهم، رأيتُ ثلاثة مستوطنين ملثّمين، كان اثنان منهم يحملان قضيبيْن حديدييْن وحجارة، وكان الآخر أبعد عنهما قليلًا. كان الاثنان الأقربَ منّي يرتديان ملابسَ عاديّة، أحدهما عمره نحو العشرين والثاني نحو الثلاثين. طلبوا مني الذهاب إلى البيت. قلت لهما: “هذا بيتي، أنتما اذهبا إلى البيت”. فبدآ بإلقاء الحجارة عليّ، ونجحت في صدّ بعضها براحة يدي.
وعندها ركض المستوطن الذي كان بعيدًا باتّجاهي، وألقى عليّ حجرًا كبيرًا أصابني في رجلي اليسرى. حاولت تصويرهم بهاتفي النقّال لكنّني لم أنجح. وعندها هجموا عليّ مجدّدًا وأوقعوني أرضًا، وركلوني وضربوني بالقضبان الحديديّة وبالحجارة. بدأتُ بالصّراخ كي يسمعني رُعاة المواشي الذين في المنطقة. تركني المستوطنون. يبدو أنّ أحدًا ما كان يقترب. كنتُ أنزف من رأسي بشدّة وأخذتني سيّارة الإسعاف إلى مستشفًى في رام الله، حيث خضعتُ لعمليّة جراحيّة في رأسي. لديّ كسران في الجمجمة.
بالإضافة فقدت هاتفي ومعه 500 ش.ج.