
أنا أعمل في البناء بإسرائيل. أنا أملك قطعة أرض قريبة من مستوطنة متسبيه يئير. في الكثير من الحالات يُلحق مستوطنون الأضرار بأرضي عبر جلب مواشيهم لرعي مزروعاتي، من الحنطة وأشجار الزيتون، ويحاولون إخافتنا ومنعنا من مواصلة العمل في الأرض والعناية بها.
منذ عام 2012 نزرع أنا وعائلتي المزروعات في أرضي ونستصلحها ونعتني بها. نحن نصل إلى جزء كبير من الأرض من دون تنسيق. أمّا الجزء القريب من المستوطنة فإنّنا نحتاج إلى إجراء تنسيق مسبق مع الإدارة المدنيّة للوصول إلى هناك.
على مدار السّنوات قدّمت عددًا من الشكاوى ضدّ المستوطنين جراء أعمال عنف اقترفوها ضدّنا وضدّ أرضنا. في سنة 2021 اقتلع مستوطنون 150 شجرة زيتون جديدة. وفي سنة 2020 أحضر المستوطن “ي” ومن معه مواشيهم للرعي في منطقة مساحتها 70 دونمًا. ونحن نتحدّث هنا عن أضرار كبيرة تُقدّر بعشرات آلاف الشيكلات. “ي” هو مستوطن وراعي ماشية، من سكّان متسبيه يئير، في سنوات العشرين من عمره وهو معروف لي وللناس في المنطقة، وخصوصًا لدى سكان قواويس.
في يوم 13/3/2021 خرجتُ من بيتي في أمّ لصَفا قرابة السّاعة الثامنة صباحًا، رفقة زوجتي وأولادي بسيارتي. توجّهنا إلى الأرض كي نعتني بالأشجار ونزيل الأعشاب ونتفقّد المزروعات.
وصلنا نحو السّاعة 8:40، وفور نزولنا وجدنا المستوطن “ي” يرعى قطيعه في الأرض. كان معه نحو 50 رأس ماشية لونها أبيض. لقد أحضرها للرعي في أرضي، وللدقة في القسم المزروع بالحنطة والذي زرعته في الشتاء الأخير عام 2020.
رأيتُه في أرضي. المسافة بينه وبين الكرﭬانات في متسبيه يئير نحو 150 مترًا هوائيًّا. اتّصلتُ بشرطة إسرائيل على الرقم 100، وأخبرتهم بأنّه يرعى ماشيته في مزروعاتي، وطلبتُ منهم الحضور إلى المنطقة لاعتقاله. كنتُ قريبًا من “ي”، على بعد أمتار معدودة، وقد سمعني أتحدّث إليهم. طلبتُ منه البقاء ريثما تصل الشرطة والجيش كي يروه مع قطيعه في الأرض وبين مزروعاتي ليضبطوه متلبّسًا. زوجتي أيضًا كانت قريبة، على بعد عشرة أمتار، والتقطت صورًا بهاتفها. كان الأولاد ما يزالون في السيّارة. أصغرهم عمره سنة ونصف السّنة والأكبر عمره 15 عامًا.
اتّصل المستوطن “ي” بأصحابه. أدركتُ من المحادثة أنّه قال لهم إنّني نجحتُ بتصويره مع قطيعه في أرضي، وطلب منهم الحضور كي يكسروا الهاتف الذي اُستخدم للتصوير. وفعلًا، بعد نحو خمس دقائق حضر نحو 12 مستوطنًا شابًا من صوب متسبيه يئير، في العشرينيات من أعمارهم، وكانوا مُلثّمين ويرتدون ملابسَ عاديّة. لم يكونوا يحملون أسلحة ناريّة ولم يكن معهم كلاب. رأيتُ أحدهم يرتدي معطفًا أسودَ طوله 1.75 مترًا يحمل بيده ماسورة حديديّة. ومعهم كان أخ “ي” الكبير، الذي لم يكن ملثمًا. أنا أعرفه من احتكاكات سابقة.
في اللحظة التي رأيتهم فيها عدتُ أدراجي صوب السيّارة كي أحمي أولادي وزوجتي. وفور اقترابهم بدأ بعضهم بإلقاء الحجارة علينا وعلى السيّارة. وفجأةً اقترب أحدهم من زوجتي وضربها بالماسورة الحديديّة التي يحملها على يدها التي كانت تحمل الهاتف وتصوّر بها، كي يمنعها من التصوير خشية تقديم الشريط للشرطة. بعدها اعتدى عليّ وضربني بالماسورة الحديديّة على وجهي. شعرتُ بأنّني أفقد قوّتي، ووقعتُ على الأرض وبدأتُ بالصراخ ألمًا. ثم هربوا عائدين إلى المستوطنة، وفقدتُ الوعي.
عندما استعدتُ وعيي وجدتُ نفسي خارج المستوطنة وأنا مُحاط بالجنود الذين وفروا لي العلاج الأوليّ. بعدها حضرت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطينيّ. نقلني الجنود إلى سيّارة الإسعاف التي أقلّتني إلى المستشفى الأهليّ. ومع انتهاء الفحوصات وصور الأشعّة اتّضح أنّني أعاني كسورًا في الفكّ. بعد يوميْن تقرّر إخضاعي لعمليّة جراحيّة من أجل تثبيت الفكّ. قاموا بتقطيب الوجه وتركيب جسر معدنيّ من أجل تثبيت الأسنان والفكّ المكسور.
بعد خروجي من المستشفى، ورغم وضعي الصحيّ، توجّهتُ يوم 16/3/2021 إلى شرطة كريات أربع وقدّمتُ شكوى بعد انتظار دام نحو السّاعة. دوّنت الشرطة إفادتي المفصّلة وأخذت الهاتف الذي صوّرنا به، وجمعوا كلّ صور المستوطنين. أعلمتُ الشرطة بأنّ من ضربني هو الشخص ذاته الذي ضرب زوجتي. نحن نتحدّث عن شاب عمره نحو 22 عامًا، كان يرتدي معطفًا أسودَ، وسبق أن رأيته في أرضي الأسبوع الفائت، من دون لثام وكان يرتدي وقتها معطفًا بُنيًّا.
لن يكون بوسعي العودة إلى العمل طوال شهريْن على الأقلّ. هذا الأذى يُلحق الضرر برزقي أنا وعائلتي. تقدير الضرر الذي لحق بالسيّارة: 3,000-4,000 ش.ج.
أنا ربّة منزل. زوجي يعمل في البناء بإسرائيل. لدى زوجي قطعة أرض في منطقة قواويس بجوار مستوطنة متسبيه يئير. في كلّ أسبوع نأخذ زوجي وأنا الأولاد إلى الأرض كي نعمل فيها، ونزيل الأعشاب الضارّة، ونستصلحها ونتفقّد المزروعات والأشجار.
في السنة الماضية أحضر مستوطنون من متسبيه يئير مواشيهم للرعي في مزروعاتنا في الأرض. وفي كانون الثاني/ يناير اقتلعوا 150 شتلة زيتون كُنّا قد غرسناها مؤخرًا. قدّم زوجي عدّة شكاوى ضدّهم. وقالت الشرطة إنّها ترغب برؤية صور وفيديو للمستوطنين أثناء إحضارهم لمواشيهم للرّعي في أرضنا.
نحن نعرف أنّ من يحضر المواشي للرعي في مزروعاتنا الموسميّة هو مستوطن اسمه “ي”، عمره 22 عامًا تقريبًا، ولدينا صورته. نحن نتحدّث عن شخص جسمه نحيف وقامته معتدلة وهو يحظى بحماية سائر المستوطنين في المستوطنة. الشرطة لا تكتفي بالمعلومات التي نوفرها لها في الشكوى، وهي تطلب منّا إحضار الصور كي نثبت ضلوعه.
في يوم 13/3/2021 خرجنا من المنزل قرابة السّاعة الثامنة. كنتُ مع زوجي وعدد من الأولاد. توجّهنا إلى الأرض بوساطة جيـﭗ تويوتا تابع لزوجي. وصلني بعد نحو 20 دقيقة. عند وصولنا وجدنا المستوطن “ي” يرعى ماشيته في أرضنا. أخبر زوجي الشرطة على الفور وأنا بدأت بالتصوير بينما الأولاد في السيارة.
أخبر “ي” أصدقاءه المستوطنين بما يحدث، فحضروا بسرعة كي يُلقوا علينا الحجارة. كانوا أكثر من عشرة أشخاص وكانوا مُلثّمين. صرخوا وشتموا وألقوا الحجارة صوبنا وصوب الأولاد الذين كانوا في السيّارة. طلب منهم زوجي أن يتراجعوا إلى الخلف. صوّرتُ بهاتفي الراعي والماشية في داخل الأرض. وقد تواصل إلقاء الحجارة لدقائق عدّة.
بعدها حضر أحدهم كان يُمسك بيده شيئًا يشبه الهراوة، وضربني بها على يدي اليسرى. وقد حاول أخذ هاتفي لكنّه لم ينجح لأنّه توجّه صوب زوجي ونجح بضربه على وجهه بوساطة الماسورة، التي لم تكن هراوة كما اعتقدتُ. بعد أن ضرب زوجي ووقع على الأرض هربوا من المكان، ويبدو أنّهم اعتقدوا أنه قُتل أو على وشك أن يموت.
بدأتُ بالصراخ وطلب المساعدة. اقتربتُ من زوجي الذي كان ينزف من وجهه وفمه. اتصلتُ بعائلتي وأخي. حضر أبي بعد ربع ساعة أو نصف ساعة، لا أذكر الآن. كان الأمر غاية في الصعوبة. كُنّا نواجه خطر الموت. طلبتُ من الأولاد النزول من السيّارة كي لا يكونوا فريسة سهلة وكي لا تصيبهم الحجارة التي ضربت السيارة. وبكت الابنة مع الأولاد الصغار.
حضرت الشرطة إلى المستوطنة ولم تحضر إلينا لمساعدتنا ولم تُوقف المعتدين. وهذا ما حدث أيضًا مع الجيش، حيث لم يعتقلوا أحدًا منهم رغم أنّهم كانوا قريبين منهم. وقد اكتفوا بتقديم الإسعاف الأوليّ لزوجي على الفور، وبعدها نقلوه إلى سيّارة إسعاف فلسطينيّة تابعة للهلال الأحمر الفلسطينيّ. ومن الجدير القول أيضًا إنّ عددًا من سيارات الإسعاف الإسرائيليّة حضر إلى المستوطنة وكان بوسعهم نقله إلى مستشفًى إسرائيليّ من دون انتظار سيّارة الإسعاف الفلسطينيّة، وخصوصًا أنّنا نتحدّث عن مصاب جراء اعتداء مستوطنين عليه وحالته صعبة. وقد تصرّف مُسعفو الجيش ونجمة داود الحمراء بشكل لائق، ووفروا لي ولزوجي الإسعاف الأوليّ.