
أنا ابن وحيد، ورثت عن أبي قطعة أرض تبلغ مساحتها عشرة دونمات. تحتوي قطعة الأرض 110 أشجار زيتون، 30 شجرة تين، نحو 40 شجرة لوز ونحو 12 كرمة. تقع قطعة الأرض على بعد كيلومتريْن تقريبًا شماليّ القرية، على قمة الجبل. على بعد 300 متر شماليّ قطعة الأرض التي أملكها، تقع مستوطنة رحاليم. الشارع الأمنيّ المحيط بالمستوطنة يفصل بين أرضي وبين مستوطنة رحاليم، ومنذ سبع سنوات، تتدفّق مياه الصرف الصحيّ الخاصّة بالمستوطنة باتجاه أرضي. حضر إلى المكان خلال هذه الفترة العديد من نشطاء السلام الذين وثّقوا هذه المضايقات وتعهّدوا بتقديم المساعدة، إلّا أنّ مياه الصرف الصحيّ ما تزال تتدفّق إلى أرضي. ألحق ذلك ضررًّا بأكثر من 20 شجرة زيتون، و10 شجرات لوز، و10 شجرات تين و10 كرمات. قبل سنتيْن، قدّمت شكوى إلى مديرية الارتباط في حوارة بخصوص مياه الصرف الصحيّ. حوّلوني إلى بيت إيل وقالوا لي إنّ مثل هذه الأمور تُعالَج هناك. ذهبت إلى بيت إيل، ولكنهم لم يعملوا في ذاك اليوم. لم أذهب مجدّدًا إلى هناك.
قبل خمس سنوات، ذهبت لحراثة أرضي برفقة زوجتي وأبنائي. أقبل نحونا مستوطنان مسلّحان من اتّجاه مستوطنة رحاليم. توقّفا على بعد 200 متر وصرخا: “انصرفوا من هنا!”. اختبأنا بين الصخور. أطلق أحد المستوطنين باتجاهنا وابلًا من الرّصاص. هربنا من المكان. أثناء هروبنا، سمعنا صراخًا، وعند وصولنا إلى القرية، عُلم لنا بأنّ المستوطنين اعتدوا على امرأة وطفلة من القرية. تُدعى المرأة “ح.أ.”، وقد كانت تعمل مع ابنتها في قطعة أرض تملكها، بجوار أرضي. تهجّم المستوطنون عليهما، وقاموا بضربهما وركلهما.
يحضر المستوطنون إلى المكان من حين لآخر لمضايقة أصحاب الأراضي المجاورة لرحاليم ومنعهم من الدخول إلى أراضيهم. في السنتين-الثلاث الأخيرة، يحظر الجيش على أصحاب الأراضي المجاورة لرحاليم الوصول إلى أراضيهم، إلّا بالتنسيق مع الجيش ومرافقته. في موسم الحراثة والقطف، يحدّد الجيش بضعة أيام لقطف المحاصيل.
[الواقعة موضوع الشكوى:] في 13 آذار 2006، خرج بعض أهالي الساوية، أصحاب الأراضي المجاورة لمستوطنة رحاليم، لحراثة أراضيهم، بالتنسيق مع مديرية التنسيق والارتباط. لم أخرج في ذلك اليوم، بينما خرج أبنائي للعمل في أرضنا. في الساعة 08:30، حضر إلى المكان ضابط من مديرية الارتباط، “ح.ح”، وبرفقته 7-8 جنود. حضر إلى المكان أيضًا نشطاء سلميّون إسرائيليون. عندما وصل ابني “ع” إلى المكان، وجد التربة مقلوبة وآثارَ جرّار مؤديّة إلى تجويفٍ اقتلعت وسُرقت منه شجرة زيتون. يُفترض حسب هذه الآثار أنّ الشجرة اقتلعت قبل يومين. دعا ابني ضابط مديرية الارتباط لرؤية التجويف وآثار الجرّار. توجّه الضابط إلى المكان ووثّق ذلك بالكاميرا، ومن ثم أخبر ابني بأنّه سيلتقي بي في أرضي في صباح اليوم التالي. في الساعة 08:30 من صباح اليوم التالي، التقيت بالضابط في أرضي، أريته التجويف الذي اقتلعت منه الشجرة، ومياه الصرف الصحيّ التي تتدفّق إلى الأرض والأشجار التي تضرّرت من ذلك. طلب مني الضابط الذهاب لتقديم شكوى، وتعهّد بمساعدتي في هذا الشأن.
بعد حوالي أسبوع، لا أذكر اليوم بالضبط، كان راعي غنم من قريتي، ويُدعى “م.أ.” يرعى أغنامه بالقرب من أرضي. توجد لــ “م.أ.” قطعة أرض مجاورة لأرضي، وهو يعرف أرضي جيدًّا. أثناء وجوده في المنطقة، رأى “م.أ.” مستوطنين يقتلعون أشجار الزيتون من أرضي ويحمّلونها على جرّار. ولأنّني لا أستطيع الذهاب إلى أرضي من دون تنسيق، لم أتمكّن من الحضور إلى المكان لفحص ما يحدث. فقط البارحة، عند تقديم الشكوى، أمكننا الحضور إلى المنطقة مرة أخرى.