
أنا أملك نحو 12 دونمًا أزرع فيها بالأساس الحنطة والشعير. تقع الأرض غربيّ البؤرة الاستيطانيّة {سديه بوعَز} التي أقامها بجوار أراضينا مستوطن أعتقد أنّ اسمه “ح”، وذلك في نهاية عام 2001. في شباط 2004 زرعت أشجار زيتون في نصف مساحة الأرض بمساعدة أولادي. وقد زرعتُ أشجار الزيتون رغم أنّني والآخرين ندرك التنكيلات التي يمارسها ذلك المستوطن. وبما أنّني كنتُ أعي لإمكانية أن يقوم باقتلاعها فإنّني كنتّ أتفحّص المنطقة والأشجار يوميًّا. ونحو منتصف شباط 2004 ذهبت ثانية برفقة أبناء عائلتي لفحص الكرم واكتشفنا أنّ 150-200 غرسة شجر من التي غرسناها قد اُقتلعت وأُخِذت من الموقع. في تلك الفترة لم أقدّم شكوى.
لم أُذعن للسرقة وقرّرت حرث الأرض واستصلاحها. أخذت البغل والحرّاثة وتوجّهنا إلى الأرض لحراثتها. أذكر أنّ ذلك كان يومَ سبت. رافقتني زوجتي وابني. وقرابة الساعة 12:00 ظهرًا وصلت مجموعة من المستوطنين، قرابة 20 شخصًا من بؤرة “ح” الاستيطانيّة. كانوا جميعهم شبان تراوحت أعمارهم بين 20-25 عامًا. لم يبدوا متديّنين ولم يعتمروا الكيݒاه (القلنسوة اليهوديّة). اقترب أحدهم منّا؛ كان شابًا أسمرَ وطويلًا وغير مُلتحٍ. سألني بالعربيّة عمّا أفعله هنا. قلتُ له إنّني أحرث أرضي وعندها قال إنّ ذلك ممنوع. سألتُه عن سبب المنع وقال إنّني بحاجة إلى تصريح. قلت له إنّ هذه أرضي وأنا لستُ بحاجة إلى تصريح لحرث أرضي. كان يتحدّث معي بلغة عربيّة ممتازة. كان يحمل كاميرا ويصوّرني. بعدها قال: “يجب أن تخرج من هنا فورًا وإلّا سأضطرّ لاستخدام القوّة”. وبما أنّهم كانوا كثيري العدد فلم أجد أيّ داعٍ للعناد وقررت مغادرة المنطقة برفقة زوجتي وابني.
لديّ في قطعة الأرض مبنى شيّدته العائلة في زمن الأتراك. وهو مبنًى زراعيّ نستخدمه للرّاحة ولحماية الأدوات الزراعيّة. وضع المستوطنون على باب المبنى بوابة وأغلقوها. وهم يمنعوننا حتى اليوم من الدخول إلى المبنى الموجود في أرضي. كما أنّ المستوطنين يتجوّلون كثيرًا مع الكلاب، وأنا رأيتُ نحو 17 كلبًا، وعندما يرون أحدًا من القرية فإنهم يُحرّضون كلابهم علينا.
في آذار 2005 التقى كلّ سكان الخضر الذين تآذوا من البؤر الاستيطانيّة المحاذية لمستوطنة ناﭭيه دانيئيل مع ضابط من مكتب الارتباط الفلسطينيّ، واقترح علينا بدوره تقديم شكاوى لدى الشرطة الإسرائيليّة. في يوم 31 آذار 2005 توجّهت برفقة مجموعة من الأشخاص لتقديم شكوى لدى شرطة كفار عتصيون في لواء الخليل. ولا أملك تصديقًا على تقديم الشكوى.
بعد تقديم الشكوى اتّصلوا بي من الشرطة ودَعوني أنا والآخرين الذين قدّموا الشكاوى إلى الشرطة، وأدخلونا فردًا فردًا إلى الشرطة وقالوا لنا إنّنا ممنوعون من التوجّه إلى أراضينا واستصلاحها إلى حين انتهاء الفحص الشرطيّ في المسألة. وقد تقرّرت هذه القصّة ثلاث مرّات لفترات زمنيّة تراوحت بين شهر إلى شهريْن. وباستثناء هذه الاستدعاءات لم نسمع من الشرطة شيئًا حتى اليوم.
منذ ذلك اليوم، وكان على ما أذكر في 15 شباط 2004، لم أذهب للعمل في أرضي لأنّني لا أريد أن أذلّ نفسي ولأنّني أخشى ذلك المستوطن ورفاقه والكلاب.