
أنا من سكّان مَادَما. يقع بيتي على الشارع الرئيس بين مَادَما وعصيرة القبليّة. أعيش مع زوجتي وابنيْن وابنتيْن، كُبراهم عمرها 13 عامًا وأصغرهم سبع سنوات.
أنا مزارع وراعي ماشية ولديّ نحو 50 رأس ماعز وغنم. أنا أرعى ماشيتي في الجهة الجنوبيّة من مَادَما وي الجهة الشماليّة-الغربيّة من القرية. عندما أصعد لرعي الماشية أعاني من عنف مستوطني يتسهار. فهم يعتدون عليّ أحيانًا، فيما تعاني عائلتي الكثير من عنف المستوطنين والجنود.
أخرج في الصيف مع ماشيتي في ساعات الصباح قرابة الساعة السابعة. أعود إلى البيت لريّ الماشية في الحادية عشرة، وفي الثالثة من بعد الظهر أخرج ثانيةً وأعود في السادسة والنصف أو السابعة مساءً. نحن نملك في المرعى الذي أتوجّه إليه قطعة أرض مساحتها نحو سبعة دونمات. وفي قطعة الأرض بئر ماء أيضًا. وقد غرست في هذه القطعة أشجار اللوز قبل سنوات. اقتلع المستوطنون هذه الأشجار قبل نحو 4 سنوات ومن وقتها لم تُثمر شيئًا.
في صبيحة يوم السبت الموافق 27 أيار، وكان أوّل أيام رمضان، لم أخرج في الصباح إلى المرعى بسبب الحرّ والتعب. لم أخرج إلّا بعد الظهر، السّاعة الثالثة. خرجت إلى المرعى الواقع في الجهة الجنوبيّة من أراضي مَادَما، على بُعد نحو 700-800 متر من القرية. يقع هذا المرعى على بُعد نحو كيلومتريْن من الجهة الشماليّة ليتسهار.
قرابة الساعة الرابعة رأيتُ مجموعة من المستوطنين يتوجّهون إليّ. كانت المجموعة تحوي بين 20 إلى 30 مستوطنًا. كانت مجموعة كبيرة جدًا من الملثّمين وأنا كنت مصدومًا وخائفًا. بدأوا برمي الحجارة عليّ.
كان مع مجموعة المستوطنين هذه كذلك 5-6 جنود ورأيتهم يلتقطون الحجارة عن الأرض ويُعطونها للمستوطنين كي يُلقوها عليّ. وكان من بين الجنود أيضًا مُركز أمن مستوطنة يتسهار وهو يرتدي الزيّ العسكريّ، فأنا أعرفه شخصيًّا لأنّ ثمة مداولات بيننا في المحكمة. رأيت المُركّز الأمنيّ يساعد باقي المستوطنين ويُناديهم بأسمائهم. أنا لا أذكر الأسماء لأنّني كنتُ خائفًا جدًّا.
أُصبتُ جراء الحجارة بالجهة اليسرى من رأسي فوق أذني، وفي الجزء العلويّ من رأسي ونزف منّي دم كثير. وأصبتُ بيدي اليسرى إصابة بالغة بحجر أو رصاصة، لا أعرف تمامًا، ونزل الكثير من الدم هناك أيضًا. ورغم إصابتي لم أهرب وتوجّهت صوب المستوطنين كي أدفعهم للهرب. وعندما رأى الجنود حالتي أبعدوا المستوطنين وتوجّه الجميع صوب المستوطنة.
وفي أثناء عودة المستوطنين إلى المستوطنة نزل جنديّ من يتسهار وضمّد رأسي بضمادة. وبعد أن أسعف الجنديّ رأسي في الموقع، حضر أشخاص من القرية وأخذوني بالسيّارة إلى مستشفى رفيديا في نابلس، وهناك خيّطوا رأسي بقطبة واحدة، ويدي اليُسرى بقُطبتيْن.