
يتعلّم أطفال خربة الطوبة في مدرسة قرية التواني. تمرّ الطريق إلى المدرسة عبر البؤرة الاستيطانيّة “حَڤات مَعون”. بسبب اعتراض مستوطني ” حَڤات مَعون” على مرورهم من هناك، يسير الأطفال على أطراف الحُرج الذي تقع فيه البؤرة الاستيطانيّة، للذهاب إلى المدرسة. يتعرّض الأطفال من حين لآخر لاعتداءات من المستوطنين. يرافق الجيش الأطفال يوميًّا في طريقهم إلى المدرسة، وعند عودتهم منها، وحتى عندما يرافق الجيشُ الأطفال، يتابع مستوطنو ” حَڤات مَعون” ممارساتهم هذه.
في يوم الأحد الموافق 21.5.2006، خرجتُ من خربة الطوبة متّجهًا نحو يطا مرورًا بقرية التواني. التقيتُ بأشخاص أعلموني بأنّ ابنتي “م.أ.” تعرّضت للضرب. ذهبت إلى المدرسة فورًا ورأيت ابنتي. بقيت ابنتي في المدرسة. بعد يومين، رافقتها إلى العيادة على إثر تورّم عينها. أعطوها أقراَص دواء وقطرات. توجّهت برفقة ابنتي إلى شرطة كريات أربع لتقديم شكوى، لكنّني لم أحصل على رقم الشكوى. صوّر رجال الشرطة في محطّة كريات أربع الإصابات التي تعرّض لها الأطفال.

في السابعة صباحًا، كنّا في طريقنا من بيوتنا في خربة الطوبة إلى المدرسة في قرية التواني، وقد رافقتنا سيارة جيب تقلّ أربعة جنود. كنّا 19 طفلًا، كما في كلّ صباح. أقبلت نحونا مستوطِنة رأيتها في السابق، ومستوطن، لم يكونا مسلّحيْن. وقفا على جانبي الطريق وأرادا ضربنا. يمكنني التعرّف بهما. لم يفعل الجنود شيئًا. أمسكتني المستوطنة من يدي وسحبتني. وقعت أرضًا وأُصبت في يدي. حاول الأطفال الكبار مساعدتي. لم تكن الإصابة خطيرة.
خرج الجنود من سيارة الجيݒ لأنّني صرخت، ابتعدت المستوطِنة واعتدت على طفلة أخرى، “م.أ.”. المستوطِن لم يفعل شيئًا. ضربت المستوطِنة الطفلة على عينها، وسقطت الطفلة أرضًا. أجرى الجنود اتّصالاتهم بأجهزة الاتصال التي معهم، ومن ثم غادر المستوطِن والمستوطنة المكان. حضرت إلى المكان سيارة جيݒ أخرى، بينما تابعنا نحن السير باتجاه المدرسة.

ذهبنا يوم الأحد إلى المدرسة برفقة الجيش، كنّا 19 طفلًا، كما في كلّ صباح. وصلنا إلى بيت المستوطِنة المحاذي للطريق. خرجت المستوطِنة من منزلها، سارت نحونا وبدأت تصرخ: “انصرفوا إلى بيوتكم”. تشبّثنا بسترات الجنود الذين خرجوا من سيارة الجيݒ لأنّنا كنا خائفين. بعد أن ضَرَبت “ص.ج.”، سارت نحوي، أمسكت بي وضربتني على عيني. أمسكني الأطفال من الخلف لإبعادي عن المستوطِنة. استغثنا بالجنود، لكنهم لم يفعلوا شيئًا. نجحنا في الإفلات منها. عادت المستوطِنة إلى بيتها، وتابعنا نحن طريقنا. شعرت بألم في عيني وبكيت. بعد يوميْن، تورّمت عيني، وصحبني أبي إلى العيادة.
قرار سلطات تطبيق القانون في نهاية التحقيق
في 20.2.2012 أدانت محكمة الصلح في القدس “ت.ت.” وحكمت عليها بأعمال خدمة لمدّة ثلاثة أشهر، والسجن مع وقف التنفيذ ودفع تعويض بقيمة 500 ش. ج. لكلّ طفل.