
أملك قطعة أرض تحتوي أشجار زيتون، وأقيمت بجوارها مستوطنة رڤاڤا. تبلغ مساحتها 32 دونمًا. احتوت الأرض في السابق 100 شجرة زيتون، إلّا أنّ المستوطنين اقتلعوا الكثير منها. قام المستوطنون بإغلاق جزء من الأرض داخل منطقة مستوطنة رڤاڤا. لا يمكنني الوصول إلى الأرض إلّا عن طريق الوعر. أغلقوا الشارع، ولا يمكن الوصول إلى الأرض بجرّارٍ.
في يوم الخميس، 21.8.2008، قرابة الساعة الثامنة والنصف- التاسعة، امتطيت حمارًا لأذهب إلى أرضي. عند وصولي، رأيت أنّهم هدموا المصطبة وكسروا الجدار. عملَ في المنطقة مقاول مع حفّارات، لا أعرف لِصالح مَن كان يعمل. توجّهت إلى الحارس الذي كانت يحرس المعدّات للحصول على رقم هاتف “ج”، المسؤول عن الأمن في رڤاڤا. كان الحارس شابًا ملتحيًّا، يعتمر قلنسوة (كيݒا)، شعره أسود وعمره 35 عامًا تقريبًا.
خاطبتُ الحارس بالعبريّة وطلبت منه رقم هاتف “ج”. بدأ الحارس بضربي وركلي في بطني، ضربني ببندقيّته أيضًا، كانت لديه بندقيّة عوزي. سألته لماذا يضربني، اقترب وأوقعني أرضًا. سقطتُ فوق أنبوب، وأصبت في ظهري. عندما سقطت، هرب الحارس سيرًا على الأقدام باتجاه مستوطنة رڤاڤا. من ثم أتى شخص آخر في سيارة جيݒ، طراز تويوتا 4X4، بدا لي أنّه حارس في رڤاڤا أو رجل أمن هناك، طلب مني النهوض والتوجّه إليه. قلت له إنّني لا أستطيع النهوض، قال لي قم وتعال إلى هنا، لنتحدّث بهدوء من دون إثارة الفضائح.
بقيت مُمدّدًا هناك في الشمس لمدّة نصف ساعة تقريبًا، من ثم حضر أربعة-خمسة جنود، وتلاهم شرطيّان. كنت قد اتّصلت بشرطة أريئيل لاستدعائهم. حضر شقيقي أيضًا (حضر شقيقي وأبناؤه الصغار خلال ساعة تقريبًا، سمحوا لشقيقي فقط بالاقتراب منّي)، وقام باستدعاء سيّارة إسعاف من نابلس. عندما حضرت سيارة الإسعاف، لم يسمحوا لها بالدخول إلى رڤاڤا لنقلي. اضطررنا للانتظار لثلاث ساعات إلى أن تأتي سيارة الإسعاف العسكريّة. لم يوافق شخص ما في رڤاڤا على إدخال سيارة الإسعاف إلى المستوطنة لأنّه لم يحصل على مصادقة من “ج”، المسؤول عن أمن المستوطنة.
حضرت الشرطة والجيش في المكان لمدّة 3 ساعات، طوال وقت انتظارنا لسيّارة الإسعاف. لم يأخذوا إفادتي في تلك الأثناء، لم أكن قادرَا على الحديث بسبب آلام ظهري. أعطى شقيقي الشرطة بطاقة هويتي الشخصيّة، ولم أعاود استلامها. لا يعرف شقيقي لِمن أعطاها، وما اسم الشرطيّ.
عند وصول سيارة الإسعاف العسكريّة، أقلّتني حتى مدخل رڤاڤا، ومن ثمّ نُقلت إلى سيارة إسعاف فلسطينيّة. أخذتني سيارة الإسعاف إلى مستشفى في سلفيت. أخبرني الأطباء بأنّني أُصبتُ في ظهري، رغم عدم وجود كسر. وأعاني منذ الواقعة تورّمًا في الرجلين وآلامًا في الرأس. بقيت في المسستشفى لثماني ساعات تقريبًا، ومن ثم طلبوا مني إجراء صور بالأشعة السينيّة في مستشفى في نابلس. أتعالج منذ ذلك الحين لدى طبيبيْن في نابلس.