
أنا من سكّان دير دبوان، وأملك دكانًا لموادّ البناء في وسط القرية. إضافة إلى ذلك أنا أتطوّع في مهمة العناية بالمسجد الواقع في الجهة الغربيّة من القرية. أنا أهتم بالنظافة والصيانة، وفي الغالب أفتح المسجد لصلاة الفجر وأحضّره لاستقبال المُصلين.
كعادتي، حضرت إلى المسجد يوم الاثنين، 4/2/2019، الساعة 3:05 صباحًا، ورأيتُ كتابات بالعبريّة ورسومات نجمة داوود عند مدخل المسجد. أنا لا أقرأ العبريّة لكنّني أدركتُ أنّ هذا من فعل المستوطنين. فتحتُ الباب ورأيتُ أنّهم سكبوا من الشباك إلى داخل المسجد موادّ لزجة وقذرة. بدأ المُصلّون بالتوافد وترجم واحدٌ منهم ما كُتب بالعبريّة: “شعب إسرائيل حيّ”، و”هنا يُحرّضون على قتل اليهود”.
في السّاعة السابعة صباحًا اتّصلتُ برئيس السلطة المحليّة وأخبرته بما حدث، فحضر إلى المكان على الفور. التقط الصّور وتحدّث مع مديرية التنسيق والارتباط الفلسطينيّة.
في الظهيرة حضر أفراد مديريّة التنسيق والارتباط الإسرائيليّة ومعهم الشرطة الإسرائيليّة. رفع طاقم الأدلّة الجنائيّة البصمات وعيّنات من المادّة اللزجة التي أسيلت. وأخذوا أيضًا جهاز الـ DVR الخاصّ بكاميرات المراقبة من البيت المحاذي للمسجد. وقالوا إنّهم سيفحصونه وسيُعيدونه، كما أنّهم دوّنوا إفادتي.
صار الناس في القرية يخافون أكثر. نحن نخاف من أن يصلوا إلى بيوتنا. كما أنّ عدد المُصلّين انخفض بشكل كبير منذ هذه الحادثة في المسجد.
أنا رئيس السّلطة المحليّة في دير دبوان. توجد في القرية أربعة مساجد، وأحدها يقع في الحارة الغربيّة من القرية، على بُعد نحو كيلومتريْن من وسط القرية، وعلى بُعد 500-600 متر من بؤرة ﭽﭭـعات أساف الاستيطانيّة.
عُنف المستوطنين ليس بالجديد علينا. فقد سبق وشهدنا اعتداءات “تدفيع الثمن” في السّابق. وفي بيتين -القرية المجاورة- وقع اعتداء قبل شهر ونصف الشهر بثقب الدواليب ورشّ الكتابات العنصريّة المسيئة. لكنّ هذه هي المرة الأولى التي يعتدون فيها على مسجد.
في يوم الاثنين، 4/2/2019، وقرابة السّاعة السابعة صباحًا، تلقيت اتّصالًا هاتفيًّا من أحد المُصلّين، الذي يدرج على فتح المسجد لصلاة الفجر. وقد أخبرني بأنّه شاهد على جدران المسجد من الخارج وعند المدخل كتابات بالعبريّة: “شعب إسرائيل حيّ”، و”هُنا يُحرّضون على قتل اليهود”، إلى جانب رسومات لنجمة داوود. وإلى جانب ذلك قاموا بسكب مادّة لزجة قذرة ومُنتنة عبر أحد الشبابيك الذي يبدو أنّه لم يكن مغلقًا.
توجّهت إلى المسجد فورًا. التقطتُ الصور للأضرار وتحدّثتُ مع مديريّة التنسيق والارتباط الفلسطينيّة، التي نقلت ما حدث إلى “المديريّة” الإسرائيليّة. وقرابة السّاعة 14:00 حضر الجيش ومعه مديرية التنسيق والارتباط والشرطة الإسرائيليّتيان، ومعهم طاقم من قسم الأدلّة الجنائيّة. قاموا بتسجيل إفادتي وإفادة المُصلّي الذي أخبرني بالحادثة ورفعوا البصمات من الموقع.
لا توجد في المسجد كاميرات حراسة، لكن توجد كاميرات في البيوت المحيطة به. وقد اطّلع المحققون من وحدة الجرائم القومويّة على المشاهد التي التقطتها الكاميرات برفقتي. لم نرَ حركة في كاميرات البيوت التي تقع غربيّ المسجد، ولا في تلك التي تقع شرقيّ المسجد.
في الجهة الجنوبيّة من المسجد حيث تقع بؤرة ﭽﭭـعات أساف الاستيطانيّة ثمّة بيت عليه كاميرات. إلّا أنّ سُكان هذا البيت موجودون في الولايات المتحدة. اتّصلت بشخص يملك مفتاح البيت، فدخلنا إليه لكن لم تكن معنا كلمة السرّ للكاميرا. وعليه، أخذت الشرطة جهاز الـ DVR وقالت إنّهم سيفحصونه. وحاليًّا لم نسمع منهم شيئًا جديدًا.