
أنا أصلي من الخليل ولكنّي أعيش منذ سنوات طويلة في المزرعة القبليّة، وأعمل في المحاجر الموجودة شماليّ-غربيّ القرية. أخي هو صاحب المحجر وهو يعيش كذلك في المزرعة القبليّة. مرةً في الشهر أسافر صباحًا لزيارة عائلتي في الخليل. وحول المحجر توجد مستوطنتان: طلمون ودوليڤ.
في ليلة 31.8.2015 كنتُ نائمًا مع 8 عاملين آخرين في المأوى الموجود بجانب المحجر. وقرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل استيقظتُ على رائحة دُخان وصوت انفجار. خرجتُ من المأوى ورأيت الدخان يتصاعد من الجرّافة التي كانت تركن على بُعد نحو 30 مترًا منّا. خرجنا جميعًا وبدأنا بصبّ الماء على الجرّافة. كان الظلام يعمّ المكان ولم نرَ أحدًا. بعد أن سيطرنا على النار رأينا كلمة “انتقام” مكتوبة بخطّ كبير على الصخرة القائمة بجوار الجرافة ومعها نجمة داوود. وهكذا أدركنا أنّ الفاعلين من المستوطنين. اتّصلنا على الفور بالشرطة الفلسطينيّة في بير زيت.
في ظهيرة الغداة حضرت الشرطة الفلسطينيّ، ورأوْا والتقطوا الصور واتّصلوا بمديريّة الارتباط الفلسطينيّة، الذين نقلوا الأمر إلى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة. وقرابة السّاعة 18:00 حضر ضابط من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة برفقة الجيش. التقطوا صورًا للأضرار وسجّلوا إفادتي. في يوم الأربعاء حضرت الشرطة الإسرائيليّة مع وحدة التحليل الجنائيّ وأخذوا البصمات والتقطوا الصّور.
وقد احترقت كلّ الجهة الأماميّة من الجرّافة ومعها المقود والكرسيّ. والجرافة هي ملك لأخي.
دعتني الشرطة الإسرائيليّة أنا وأخي لتقديم شكوى لدى شرطة بنيامين. توجّهنا إلى هناك يوم 6.9.2015. وقد تعاملوا معنا في شرطة بنيامين كما لو كنّا نحن المشتبهين لا المشتكين. كان هناك محقّق هدّدني بأنّني لو كذبتُ فإنّه سيدخلني السجن وسأضطرّ لدفع غرامة عالية. كان الأمر مهينًا للغاية. والضابط الثاني أيضًا تحدّث معي كما لو كنتُ مجرمًا. هذه هي المرّة الأولى التي أحضر فيها إلى محطة الشرطة هذه، وقد بدأوا بسبّي أنا وابن عمّي الذي حضر معنا. ونعت أحد المحقّقين ابن عمّي بأنّه “مُدمن مخدّرات” وأهانه. سألته لماذا أحرق جرّافتي بنفسي، فهي مصدر رزقي؟ وقد بلغت قيمة الضرر الذي حصل للجرافة نحو 60,000 ش.ج.
أنا لن أقدّم شكوى ضدّ الشرطيّين لأنّني أعتقد أنّ لا شيء يُجدي نفعًا، ولن أكسب إلا انتقامهم ولن يُعطوني تصريحًا للعمل في المحجر، أو أيّ تصريح آخر. طُلب من عمّال آخرين الحضور غدًا والإدلاء بإفاداتهم لدى شرطة معاليه أدوميم، وأنا أطلب من ييش دين أن يُرسلوا شخصًا لمرافقتهم لدى الشرطة كي لا يُهينوهم هم أيضًا.