

عملتُ في إسرائيل ميكانيكيًّا من 2001 وحتّى 2003. بعدها انتقلتُ للعمل في كراج بحوّارة وانتقلتُ للسكن هناك. يقع الكراج على شارع 60. الكثير من الإسرائيليّين يأتون إلينا لتصليح السيّارات، ومن بينهم مستوطنون- والكثير من الفلسطينيّين طبعًا. في عام 2005 تزوجت ابنة صاحب الكراج وصرتُ من سكّان حوّارة. لدينا ثلاثة أبناء وابنة. أكبرهم عمره 12 عامًا وأصغرهم عمره 10 أيّام.
في عام 2013 بدأتُ ببناء منزلي. في البداية سكنّا في الطابق الأرضيّ. وثمّة أيضًا طابق ثانٍ وطابق سطح مع شرفة وشبابيك كبيرة إلى جانب غرفتي نوم. انتقلت في تموز/ يوليو هذه السّنة للسكن في الطابق الثاني والثالث، وظلّ الطابق الأرضيّ مغلقًا.
لم أُعانِ من قبل من مضايقات أو عنف الجيش. في سنة 2019 حضر مستوطنون وألقوا الحجارة وكسّروا الشبابيك ولكنّني لم أبلّغ أحدًا. بعد الحادثة في 2019 قرّرتُ تركيب كاميرات حول البيت تغطّي كلّ الزوايا.
في يوم الخميس، 31/12/2020، كنتُ في البيت مع عائلتي. جلستُ مع زوجتي والأولاد في الصالون في الطابق العلويّ. كانت السّاعة 9:30 ليلًا. يُطلّ بيتي على دوّار يتسهار ومنذ عدّة أيّام يقوم مستوطنون بالتجوّل في المنطقة ويسوقون بشكل جنونيّ. يُلقون الحجارة على السيّارات. الدوّار مُضاء ويمكن رؤية كلّ شيء.
كُنّا نجلس في صالون الطابق العلويّ. نزلت زوجتي لتتفقد الرضيع في الطابق الثاني. وعند نزولها الدرج سمعتُ صوت تكسير شبابيك وإلقاء حجارة. صرخت زوجتي: “مستوطنون، مستوطنون، أصابني حجر في قدمي اليمنى، لكنني سأركض نحو الرضيع”.
كنتُ أجلس مع الأولاد وبدأوا بالبكاء. هدّأتُهم وأدخلتهم إلى غرفة النوم. أخذت زوجتي الرضيع وصعدت للأعلى وانضمّت إلينا. خرجتُ إلى السطح ورأيتُ مجموعة مستوطنين يركضون صوب دوّار يتسهار شرقيّ المنزل.
نزلتُ صوب الطابق الأوّل إلى غرفة النوم. في الجهة الشرقيّة يوجد شباك ضخم، وكلّ زجاجه تكسّر وتبعثرت الشظايا على الأسرّة وعلى سرير الرضيع. وقد كسروا زجاج نافذة في بيت الدرج أيضًا.
اتصلتُ فورًا برئيس البلديّة وحضر خلال عشر دقائق. خرجتُ إليه وتجوّلنا في الخارج لرؤية الأضرار. اتصل رئيس البلديّة بمديريّتي التنسيق والارتباط الفلسطينيّة والإسرائيليّة وبلّغ بالحادثة. في شريط كاميرا المراقبة يمكن بوضوح رؤية مستوطنين يلقون الحجارة على البيت ويهربون.
في السّاعة 10:30 ليلًا حضرت سيارتا جيـﭗ عسكريّتان وسيّارة جيـﭗ تابعة لمديريّة التنسيق. دخل أربعة جنود وضابط. التقطوا الصّور للنوافذ المكسورة، وتوجّهوا إلى شاشة الكاميرا وصوّروا الشريط وسجّلوا تفاصيلي بما في ذلك رقم الهوية. وقاموا أيضًا بجمع الحجارة في كيس وأخذوها معهم. طلبوا منّي الحضور يوم الأحد إلى “تنسيق حوّارة” لتقديم شكوى. مكثوا قرابة السّاعة ثم غادروا. لم ننجح أنا وزوجتي والأولاد بالنوم طيلة الليل.
في يوم الأحد توجّهتُ إلى مديريّة التنسيق والارتباط في حوّارة. لم يكن هناك شرطي، فطلبوا منّي الحضور في اليوم التالي. حضرتُ في الغداة وكان الشرطيّ هناك. أدليت أمامه بإفادتي. لم أحصل على تصديق بتقديم شكوى. قالوا لي: “سنرسله لاحقًا”.
الضرر: شباك الصالون الكبير والشرفة المغلقة في الطابق العلويّ- 10,000 ش.ج.، وشباك في بيت الدرج- 800 ش.ج.، وشباك آخر في الشرفة- 2,500 ش.ج.