

تملك عائلتي قطعة أرض مساحتها نحو 35 دونمًا. الأرض مسجّلة على اسم والدي، وهو رجل طاعن في السنّ. وعمليًّا أنا المسؤول عن هذه الأراضي التي تقع جنوبيّ بؤرة حَڤات مَعون الاستيطانيّة، على بُعد قرابة 150 مترًا عن حُرج حَڤات مَعون في المنطقة المُسمّاة خروبة. في كلّ عام أحرث الأرض وأزرع فيها مزروعات موسميّة، مثل الشعير والحنطة. في هذا العام، وأثناء موسم الفلاحة، حرثتُ وزرعتُ أرضي، باستثناء أربعة دونمات قريبة جدًا من البؤرة الاستيطانيّة، لأنّ الإدارة المدنيّة نصحتني بالانتظار قليلًا لأنّ الأجواء في المنطقة ليست جيدة. كما أنّه من المحبّذ منح الأرض فرصة للراحة حتى حلول الصيف وكنتُ أخطّط لزرعها بمزروعات صيفيّة.
رغم أنّ أرضي قريبة جدًا من المستوطنة إلّا أنّن أدرج على زيارتها يوميًا حين تسمح ظروف الطقس بذلك. المرّة الأخيرة التي زرت الأرض كانت يوم 20.2.2012. بدا كلّ شيء على ما يُرام، بما يشمل الدونمات الأربعة غير المزروعة. بعد فترة ماطرة لم تسمح لي بزيارة الأرض، عدتُ إليها يوم 2.3.2012، وعندها رأيتُ أنّ مستوطنين قاموا بحراثة قطعة الأرض ذات الدونمات الأربعة. الفلسطينيّون لا يحرثون أرضًا ليست لهم، ولا يستطيعون الوصول إليها، ناهيك بأنّ الأرض تحاذي كما قلتُ بؤرة حَڤات مَعون الاستيطانيّة.
قدّمتُ شكوى لدى شرطة كريات أربع يوم 7.3، أمام المحقق “ي.خ.”. انتظرت خارج محطة الشرطة نحو ساعتيْن وفي الداخل نحو ساعتيْن، إلى أنّ استقبلوني واستطعتُ تقديم الشكوى. في أثناء تقديم الشكوى لم أكن أحمل معي مستندات الملكيّة. وقد اتفق المحقق معي على التوجّه معًا إلى المنطقة في الأيام القريبة واتفقنا على أن أسلّمه مستندات الملكيّة عند لقائنا.
تحدّد اللقاء ليوم الاثنين، 12.3، وانتظرتُ الشرطيّ لساعاتٍ طويلة في موقع اللقاء ولم يأتِ. في يوم الثلاثاء، 13.3، اتصل بي الشرطيّ “ي.خ.” بعد الظهر وطلب معرفة ما حلّ بمستندات الملكيّة. اشتكيتُ أمامه من عدم حضوره إلى اللقاء المتفق عليه. قال إنّ عليه الحصول على مستندات الملكيّة في محطّة الشرطة وإنّ عليّ أن أجلب له مستندَ مَسّاح- وهو طلب غير مُتبع. كنت في اليومين الأخيريْن مريضًا ولم أستطع الحضور إلى الشرطة.