
أنا مزارع من سكّان قريوت. أملك قطعة أرض مساحتها عشرة دونمات، تقع على مسافة نحو كيلومتريْن جنوبيّ القرية، ونحو 300 متر شرقيّ بيوت مستوطنة شيلو. تقع قطعة الأرض على سفح أمام المستوطنة وتحدّها “منطقة أمنيّة خاصّة” (“شَبام”) تابعة للمستوطنة.
في قطعة الأرض 30 شجرة زيتون عمرها مئات السنوات. وحتى عام 2000 عند اندلاع الانتفاضة، كنتُ أصل إلى المنطقة من دون مشاكل. ومنذ عام 2000 بدأت المشاكل، وصار المستوطنون يأتون ويطردوننا من المنطقة. اضطرّ أصحاب الأراضي من القرية الذين يملكون أراضيَ محاذية للمنطقة الأمنيّة الخاصّة إلى التوقف عن الحضور إلى أراضيهم، وأنا الوحيد الذي يواصل الحضور بشكل ثابت لقطف الزيتون.
قبل نحو 6 سنوات دخل إلى الصورة المُركّز الأمنيّ للمستوطنة، “م”، وأعطانا رقم هاتفه وطلب منّا تبليغه والتنسيق معه سلفًا مسألة حضورنا إلى قطعة الأرض. في تلك الفترة تصرّفنا بحسب طلبه ولم تحدث مشاكل. قبل نحو عاميْن تعيّن مُركّز أمنيّ جديد اسمه “د” وواصلنا التصرّف وفقًا للاتفاق المعمول به، ولم تحدث أيّ مشاكل. قبل سنة استبدلوا “د” بشخص آخر اسمه “ط”. كان موسم القطف في السنة الماضية ضعيفًا وخفيفًا وقطفنا الأشجار من دون مشاكل.
بالأمس، ليلة السبت الموافقة 20.10.2012، اتصلنا بالمُركّز الأمنيّ “ط” من أجل تنسيق الحضور لقطف أشجار الزيتون. وقال “ط” إنّه يمكننا الحضور.
اليوم الأحد، 21.10، خرجتُ سائرًا مع زوجتي وأُختيَّ، ووصلنا إلى قطعة الأرض الساعة السابعة صباحًا. وجدنا على طول المدخل إلى قطعة الأرض أكثر من 50 مترًا مبعثرة من السياج الشائك، ويبدو أنّ الهدف منها كان إقامة جدار لمنع دخولنا إلى الأرض. نجحنا بتجاوز العائق وبدأنا بقطف الزيتون.
قرابة السّاعة 07:30 حضر “ط” المُركّز الأمنيّ وقال لنا: “معكم خمس دقائق لمغادرة المنطقة، فيوجد مستوطنون يريدون الاعتداء عليكم، وإذا لم تغادروا فلا يمكن أن أضمن لكم عدم الاعتداء عليكم”. كان يتحدّث بالعبريّة وزوجتي تعرف العبريّة. نحن لم نرَ مستوطنين في المنطقة. سألتُ المُركّز الأمنيّ عن هوية واضعي السياج الشائك، فلم يردّ واكتفى بالقول إنّ علينا التوقف عن مضايقة المستوطنين.
أنا أرغب حقًا وأتوقّع أن يساعدونا على إزالة السياج الشائك والعودة للعمل وقطف الأشجار في قطعة الأرض. الأشجار تُعطي نحو 15 كيس زيتون، أي 240 ليتر زيت، قيمتها نحو 8,000 ش.ج.