
أنا من سكّان تُرمسعيّا، مزارع وأعمل مهندسًا مدنيًّا في مجلس القرية. أملك أراضيَ زراعيّة في مواقع مختلفة خارج القرية. لديّ قطعة أرض في الجهة الجنوبيّة من تُرمسعيّا، على بُعد 700 متر من مستونة عميحاي الجديدة، وكيلومتر عن بؤرة عادي-عاد الاستيطانيّة.
تبلغ مساحة القطعة 3 دونمات، وفيها 50 شجرة زيتون فتيّة زرعتُها قبل نحو سنة وثلاثين شجرة لوز وتين. وأنا لست بحاجة للتنسيق من أجل الوصول إلى هذه القطعة.
نحن في تُرمسعيّا معتادون على عنف المستوطنين منذ إقامة بؤرة عادي-عاد عام 1998: تنكيلات وقطع وتسميم أشجار، واعتداءات جسديّة، وتهديدات، وطرد مزارعين من أراضيهم، وما شابه. وهم يحظون بدعم الجيش. وثمة نقطة عسكريّة بين أراضينا وبين عادي-عاد، لكنّ الجيش لا يفعل شيئًا لمنع العنف ووضع حدّ له. ويبرز في الأشهر الأخيرة تصعيد لأعمال العنف- خصوصًا ضدّ المزارعين. وفي الشهرين الفائتين منذ موسم قطف الزيتون وقعت خمس-ستّ حوادث قطع أشجار. وقد خبّرنا مديرية الارتباط الإسرائيليّة والجيش والشرطة بذلك. وحتى الآن لم نرَ أيّ معالجة لذلك أو أيّ توجّه منهم. وحقيقة أنّ العنف في تصاعد تشير إلى غياب تطبيق القانون.
في يوم الجمعة الموافق 14.12، وقرابة السّاعة 9:30 صباحًا، حضرتُ إلى قطعة الأرض لأكتشف أنّها خضعت لتخريب كبير. فقد قطعوا بأيديهم كلّ الشتلات الخمسين. وعلى حافة الطريق المعبّدة التي تمرّ بجواء قطعة الأرض رشّوا بالأحمر كتابات مسيئة مفادها “الموت للعرب”.
اتّصلتُ بالارتباط الإسرائيليّ وبالشرطة وأبلغتهم بما حدث. كان ذلك يومَ جمعة ولم يحضر أحد. في قطعة أرض مجاورة أتلفوا عشرات شتلات الزيتون الفتيّة ورشّوا على حافة الطريق كتابات “تدفيع الثمن” بالأحمر.
في الغداة، يوم السبت الموافق 15.12، وعند عودتي صباحًا إلى الموقع رأيتُ أنّهم اقتحموا خلال النهار الفائت قطعتي أرض أخريين مجاورتين. وفي قطعة “س.ر.” قطعوا 100 شتلة زيتون عمرها خمس سنوات وفي قطعة “ج.ن.” قطعوا 50 شجرة زيتون عمرها عشر سنوات. اتّصلتُ ثانية بمديريّة الارتباط وبالشرطة، ولم يأتِ أحد هذه المرة أيضًا.
في يوم الثلاثاء الموافق 18.12 عُدتُ ثانيّة إلى قطعة الأرض ورأيتُ أنّ قطع الأشجار حدث في أرض “ع.ص.”، إذ قُطعت بمنشار كهربائيّ نحو 80 شجرة كبيرة عمرها 20 سنة وأكثر. أبلغتُ “ع.ص.” بذلك. وقد حضر إلى الموقع وفي هذه المرة حضرت الشرطة والجيش، والتقطوا الصور وسجلّوا إفادته.
في المجمل قُطعت نحو 300 شجرة زيتون خلال أيام معدودة.
أنا أطلب من ييش دين التوجّه إلى السلطات والتحذير ممّا يحدث. لا يمكننا مواصلة العيش بهذه الطريقة. أنا لستُ معنيًّا بتقديم شكوى لدى الشرطة الإسرائيليّة. لا جدوى من ذلك. ولو كانوا يرغبون بإحداث أيّ تغيير لكانوا فعلوا على أرض الواقع.
لو كان الوضع معكوسًا وقام فلسطينيّ بتخريب وإتلاف أرض تابعة ليهوديّ، فإنّهم كانوا سيعتقلونه خلال ساعات معدودة، وكانوا سيعاقبونه بما يقتضي القانون.