

أنا من سكّان الخضر وعندي مَحددة. تملك عائلتي 33 دونمًا من الأراضي التي ورثناها عن جدّنا. تقع قطعة الأرض على بُعد نحو كيلومتريْن غربيّ قرية الخضر و200 متر تقريبًا جنوبيّ بؤرة سْديه بوعَز الاستيطانيّة (ناڤيه دانيئيل شمال)، ونحو كيلومتر شماليّ مستوطنة ناڤيه دانيئيل. نحن نتحدّث عن أرض زراعيّة منذ سنوات وهي مُسيّجة بسياج حجريّ. كانت مزروعة في قطعة الأرض عدّة أشجار وعنب. وفيها أيضًا مبنى حجريّ يُستخدم كمخزن ومأوًى. صحيح أنّ المنطقة التي تقع فيها الأرض إشكاليّة من ناحية عنف المستوطنين لكنّنا لم نُعانِ منهم في السابق. ونحن لسنا بحاجة إلى تنسيق مسبق من أجل الوصول إلى الأرض والعمل فيها.
في مطلع كانون الثاني 2017 بدأتُ مع أخوتي بترميم هذه الأرض. فزرعنا شتلات أشجار الزيتون وأشجار أخرى، وزرعنا شتلات العنب. كانت أعمار بعض أشجار الزيتون أربع سنوات وأكثر عند غرسها. في 26 كانون الثاني كنتُ أعمل في قطعة الأرض حتى وقت متأخّر. في صبيحة 27 كانون الثاني وصلت إلى قطعة الأرض السّاعة 10:00. رأيتُ أنّ المستوطنين أتلفوا في الليل كلّ ما زرعناه هناك، فاقتلعوا وسرقوا نحو 300 شتلة عنب و100 شلة زيتون، وخرّبوا الجدار الذي بنيتُه حول قطعة الأرض عام 2016، وهدموا جزءًا من المبنى الذي استخدمناه كمخزن.
وفور رؤيتي لذلك اتّصلت بمديريّة الارتباط الفلسطينيّة. اتصلت المديريّة بمديريّة الارتباط الإسرائيليّة. ثم اتصلوا بي من المديريّة الإسرائيليّة، وخلال ربع ساعة حضر أفراد من مديريّة الارتباط الإسرائيليّة والشرطة. التقطوا الصّور للأضرار وسجّلوا إفادتي. طلبوا منّي الحضور إلى محطّة الشرطة وتقديم شكوى. في صباح 29 كانون الثاني توجّهتُ إلى محطّة الشرطة في بيتار عيليت وقدّمت شكوًى. أنا أقدّر الضرر الذي لحق بنا بـ 15,000 ش.ج. توجد على الشارع وبجوار المستوطنات المُحيطة كاميرات، قد تؤدّي الصور منها إلى التعرّف على الأشخاص الذين اقترفوا هذه الأفعال. وبجوار قطعة الأرض التي نملكها توجد قطعة أرض أخرى تابعة لشخص اسمه “ع”، وقد لحقت الأضرار أرضه أيضًا واُقتلعت منها نحو 400 شجرة.