
أعيش مع زوجي وأولادي الثلاثة في منزل جديد منذ خمسة شهور. أنا ربّة منزل. لم نشعر بالخوف أو بالاهتمام من المستوطنين أو الجيش من قبل.
في يوم الخميس الموافق 20/12/2019، وصل زوجي إلى البيت السّاعة 22:00، بعد أن اشترى لنا الخضار. كُنّا جميعنا مستيقظين وانتظرنا حتى عاد لتجهيز الطعام. حضّرنا العشاء وتناولناه وأخلد الأولاد للنوم. في السّاعة 24:00 استيقظت ابنتي الرضيعة ثم عادت للنوم. بين الساعة 1:00 – 1:30 عادت واستيقظت وقمتُ كي أرضعها. سمعت صوت كلاب وأشخاص يتجوّلون في الخارج، يمشون على أقدامهم بجانب الشباك. شعرتُ بالخوف.
عندها سمعت أحدهم يُحرّك قبضة الباب الشرقيّ، ثم دفعه، كأنّه يحاول فتحه. سمعتُ أيضًا صوت رشٍّ إلى جانب صوت رنين متواصل من الأعلى، لم يكن صوت دبّاب (تراكتورون) أو مقدح بل أقلّ علوًّا. خفت خوفًا شديدًا، وارتعد جسمي خوفًا وتوجّهت إلى الغرفة لتغطية الأولاد كي لا يسمعوا. تردّدتُ وعندها رأيتُ شخصًا في الخارج. أيقظتُ زوجي وقلتُ له إنّ هناك حريقًا في الخارج.
اتّصلتُ بابن أخ زوجي وحكيتُ له ما حصل، ولأبي أيضًا الذي يسكن في القرية المجاورة. حاولت الاتصال أكثر لكنّني لم أنجح بسبب حالة الذعر التي انتابتني. سرتُ وراء زوجي باتّجاه الباب. خرجنا منه وبدأ هو بالصراخ كي يوقظ الجيران. دخلتُ البيت كي أملأ أدلاء المياه ودلقتُها على النار، لكنّ النار كبرت.
أنا لا أذكر بالضبط ما حدث، لكن حضر جارنا وأخذنا إلى بيت قريب، يقع تحت بيتنا في الجهة الجنوبيّة. بعد حضور الإطفائيّة عُدنا إلى البيت ورأينا أنّهم رشوا شعارًا على شُرفتنا بالعبريّة.
أنا أعيش الآن في خوف على أولادنا من احتمال أن يعودوا ويحرقوا المنزل. الأولاد يتحدّثون عن الحادثة ويخافون من المستوطنين وممّا قد يفعلونه بنا. منذ يوم الجمعة وحتّى اليوم ونحن لا ننام في الليل.
يقع بيتي في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة للقرية. أعيش في البيت مع زوجتي وأولادنا الثلاثة، أكبرهم عمره أربع سنوات والصُغرى عام واحد. نحن موجودون على بُعد نحو نصف كيلومتر هوائيّ من بؤرة حـﭬات ﭴلعاد الاستيطانيّة، لكنّنا لم نُعانِ من المستوطنين حتى الآن. لم يدخل الجنود بيتنا من قبل، ونحن لم نكن على أيّ اتصال معهم البتة. كنتُ أملك وقتها سيارة سكودا 2002 فضيّة، وأنا أعمل عليها بالسفريات، داخل القرية وحتى قرية الفندق. هذا هو عملي الوحيد.
في يوم الخميس الموافق 19/12/2019، عُدت إلى البيت السّاعة 21:00 وركنتُ السيّارة عند مدخل البيت. كانت زوجتي والأولاد ينتظرونني، فتناولنا العشاء وأخلدنا للنوم السّاعة 23:00. استيقظت زوجتي السّاعة 1:30 لإرضاع الطفلة. ثم أيقظتني السّاعة 2:00 عند سماعها للضجّة. فتحتُ باب البيت ورأيت النار. حاولنا إطفاءها بمساعدة 10 دلاء وأنبوب ماء لكنّ هذا لم يُؤتِ بنتيجة. بعد نحو خمس دقائق احترقت السيّارة. حضرت سيّارة الإطفائيّة بسرعة من قرية حجة وأطفأت ما تبقى من السيارة.
ابن أخي يسكن بالقرب منّا ويملك سيّارة فولكسفاجن ﭘولو مُعطّلة وكان ينوي تفكيكها إلى قطع، وقد احترقت هي الأخرى. عندما أطفأنا النيران كلها شاهدنا شعارًا بالعبريّة مرشوشًا على الشرفة: “الهدوء سيُقابَل بالهدوء، سلام من كومي أوري”.
في السّاعة 8:30 صباحًا حضرت خمس سيّارات جيـﭗ تابعة للجيش والشرطة ومديرية التنسيق والارتباط الإسرائيليّة. قام شرطيّ مع مترجم بتدوين إفادتي أنا وزوجتي، وتركوا المكان السّاعة 10:30. لم أتلقَّ منهم أيّ مستند.
كان سعر السيّارة 50,000 ش.ج. وثمة أضرار من النار على جدار البيت ولامبة محروقة على سقف الشرفة. منذ يوم الحادثة ونحن نعيش في خوف. أنا لا أنام في الليل خشية أن يحدث معنا ما حدث في قرية دوما.