
أوّل أمس، في 17.10.2008 صباحًا، كنت أقطف الزيتون في أراضي عائلتي الواقعة في كفر قدوم. المنطقة تحدّ البؤرة الاستيطانيّة شڤوت عامي وتحاذي الشارع.
في الساعة الحادية عشرة رأيت خمسة مستوطنين يسيرون. مرّوا بجواري وقلبوا أربعة-خمسة أكياس زيتون كنت قد قطفتها. قاموا ببعثرة الزيتون الذي قطفته ثمّ تابعوا طريقهم.
مواصفات المستوطنين: أحدهم ممتلئ وطويل القامة (1.8-1.9 متر تقريبًا)، اعتمر قلنسوة (كيݒا) ولديه سوالف، وارتدى قميصًا أبيضَ وبنطالًا أسودَ، ويبلغ من العمر 26 عامًا تقريبًا، بشرته شديدة البياض تميل إلى الأحمر ولم يكن مُسلّحًا. الثاني قامته أقصر من الأوّل، في نفس المرحلة العمريّة، لون بشرته أبيض، ارتدى قميصًا أبيضَ واعتمر قلنسوة (كيݒا). الثالث بدا يمنيًّا، قامته قصيرة حتّى متوسّطة. أمّا البقيّة فتتراوح أعمارهم بين 17-18 عامًا. يمكنني التعرّف إليهم إذا رأيتهم.
في الأسبوع الماضي عاد المستوطنون إلى بؤرة شڤوت عامي، حيث أقاموا عريشةً ونصبوا خيامهم في المكان. ظهر المستوطنون الذين صادفتهم سابقًا. وكالمعتاد، وقفت دوريّة حرس الحدود بجانب الطريق الرئيس المؤدّي إلى مستوطنة كدوميم. شاهد عناصر الدوريّة ما فعله المستوطنون ولذلك استدعوا شرطة كدوميم. وصلت الشرطة إلى المكان وباشرت باعتقال المستوطنين. بعدئذ، سُجّلت إفادتي من دون أن أتلقّى مصادقة على تقديم الشكوى. قال قائد مركز الشرطة: “ها هم المعتقلون أمامك أشِرْ إلى الشخص الذي بعثرَ الزيتون”، أجبته بأنّهم هم من دخلوا إلى أرضي إلّا أنّني لم ألحظ أيّ واحد منهم تحديدًا قام بقلب الأكياس. بعد أن أدليتُ بإفادتي أكملت القطف.
بعد ظهر ذلك اليوم، جاءني مستوطن (ممتلئ، طويل القامة، ذو بشرة بيضاء، يبلغ عمره 55 عامًا تقريبًا، يرتدي قميصًا أحمرَ وقلنسوة وكانت بحوزته كاميرا)، وخاطبني قائلًا: “أنا أحرس أرض إسرائيل فانصرف من هنا”. أجبته بأنّه إذا لم يغادر المنطقة، فسأضربه بالعصا، وذهب.
البارحة، في 18.10 الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، بعد أن أنهينا العمل أنا وثلاثة متطوّعين من خارج البلاد، وصل ثمانية مستوطنين ومن بينهم ستّة من البارحة واثنان آخران. طلبوا منّا الانصراف لأنّ الطريق الترابية المارّة من أرضي تابعة لهم. أخبرتهم بأنّني أنوي نقل الزيتون إلى السيّارة ومن ثمّ بدأوا بالصراخ. رأى رجال الشرطة الذين كانوا في سيّارة جيب تابعة لحرس الحدود، والتي كانت تقف بالقرب من شڤوت عامي، ما كان يحدث، إلّا أنّهم لم يتدخّلوا. عندما لاحظ المستوطنون عِنادي وإصراري غادروا قائلين لي: “انتظر، سندفّعك الثمن!”
اليوم صباحًا، في 19.10، جئتُ إلى الأرض ووجدت أنّهم قد سرقوا سلّمًا، ومنشارًا، ومقصّات تشذيب وأربعة مفارش بقيت على الأرض، وقطفوا أيضًا خمس أشجار.