
أنا من سكّان بورين. أعمل حدّادًا وأعتاش اليوم من نقل العمال من بورين إلى منطقة كدوميم الصناعيّة، بسيارة فورد ترانزيت أملكها. نواجه في بورين مشاكل كثيرة مع مستوطنين من يتسهار. فهم يتلفون الأراضي ويقتلعون الأشجار. كانت عندي قطعة أرض تقع جنوبيّ شارع 60، وفي عام 2002 اقتلع مستوطنون 43 شجرة منها. في عام 2008 اقتلعوا 40 شجرة أخرى. قصّتي تشبه قصص غالبيّة المزارعين في هذه المنطقة. فالمستوطنون يمنعوننا من الاعتناء بأراضينا كما يجب. والزراعة هي مصدر دخل جزء من العائلات. وبسبب كثير المشاكل فإنّنا لا ننجح بالوصول إلى أراضينا، وبالتالي نبحث عن مصادر دخل أخرى، كما أفعل أنا.
في ليلة الأربعاء، 10.3.2010، كنتُ نائمًا في بيتي. في الساعة 3:30 فجرًا حضر شخص من الدفاع المدنيّ للقرية ودقّ باب بيتي، فاستيقظت. قال لي: أعطني مفاتيح سيّارتك –الفورد ترانزيت للنقليات- لأنها احترقت. ارتديت ملابسي وذهبتُ معه. كانت السيارة قبالة بيتي، على الشارع، على مسافة نحو عشرة أمتار من البيت.
رأيتُ أنّ الجزء الأماميّ للسيّارة يحترق وكانت إطفائية القرية تحاول السيطرة على النار. الإطفائية والدفاع المدنيّ موجودان في المبنى نفسه. وهو مبنى مرتفع ولذلك رأوا نارًا ودخانًا أسفل الشارع. قالوا لي إنّهم رأوا سيّارة بيضاء أو رماديّة مع لوحة أرقام إسرائيليّة تهرب باتجاه مخرج القرية. وكان في السيّارة ثلاثة أشخاص. وبسبب العتمة لم يستطيعوا تبيُّن تفاصيل أكثر. وخلال نصف ساعة نجحنا في إخماد النار.
في الساعة السابعة توجّهتُ وحدي إلى الشرطة الفلسطينيّة في عوريف وقدّمت شكوى. كنتُ أنوي تقديم شكوى لدى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة في نابلس، إلّا أنّ الشرطة والارتباط الإسرائيليّين حضرا عندها. التقطوا صورًا للسيارة وقالوا إنّ عليّ إجراء فحص للسيارة، وطلبوا سيّارة جرّ وأخذوا السيارة. قلتُ لهم إنّني لا أملك النقود لاستئجار سيّارة جرّ لإعادة سيّارتي، لكنّهم قالوا إنّهم سيعيدونها خلال يوم أو اثنين. كان ذلك في يوم الأربعاء واليوم الأحد ولم أحصل على السيّارة بعد. أنا بحاجة للسيّارة لأنّها مصدر رزقي.