
أنا من سكّان بيت أمّر، وأعيش في منطقة تقع على مسافة نحو 600 متر غربيّ شارع 60، جنوبيّ مفترق ﭼوش عتصيون ومستوطنة كْفار عتصيون. وتتبع المنطقة لبيت أُمّر مع أنّها تقع في منطقة C.
في تشرين الثاني 2011 أحرقوا سيّارتي ومعها سيّارتان تابعتان لفرديْن من عائلتي. المشكلة الأساسيّة التي نعانيها جيراني وأنا، أنّ الإدارة المدنيّة والجيش يمنعوننا من استصلاح وزراعة أراضينا القريبة من مستوطنة كْفار عتصيون. وهم يمنعوننا من نشر منظومة ريّ في الأراضي القريبة من المستوطنة لأنّهم يعتبرون ذلك خطرًا أمنيًّا. من الجهة الأخرى نحن موجودون في منطقة معزولة، وحين تحدث سرقات من مرّة لأخرى يأتون للبحث لدينا.
في يوم 1.1.2013، في الواحدة إلى خمس دقائق بعد منتصف الليل كنتُ يقظًا. أنا أعيش مع زوجتي وأولادي الأربعة في بيت صغير بجانب البيت الحجريّ الكبير الذي يعود لوالديّ. فجأةً سمعتُ صوت انفجار بالقرب من بيتي. خرجتُ على الفور ورأيت أنّ سيارتي التي من نوع تويوتا تندر تحترق. أدركتُ أنّ الحديث يدور عن مستوطنين. عدتُ إلى البيت فورًا وأيقظت زوجتي وأفراد عائلتي الذين يسكنون بالقرب منّا. حاولنا إخماد الحريق ولكن فجأة انقطعت المياه. لقد أغلق البلديّة المياه عنّا بسبب مشاكل بيننا وبينها. لحسن حظّي أنّ لديّ صهريج مياه، فأحضرناه وحاولنا إخماد النار التي اشتعلت في السيّارة. فيما بعد رأينا أنّ جرّارًا (تراكتور) ومحراثه كان يركن في الجوار قد اشتعل هو الآخر. أجرينا حساباتنا بأنّ من الأسهل إطفاء الجرّار، وهكذا أنقذنا الحرّاثة، أمّا السيّارة فاحترقت تمامًا.
اتّصلتُ برئيس المجلس وقال لي إنّه سيحضر فورًا لعلاج مسألة المياه في بيتي، ولكنّ هذا كان بعد فوات الأوان بكلّ ما يخصّ التندر. اتّصلتُ أيضًا بالشرطة الفلسطينيّة بالخليل، ووجّهوني إلى مديريّة الارتباط الفلسطينيّة. كنتُ أحمل أيضًا رقم ضابط في مديرية الارتباط الإسرائيليّة فاتّصلتُ به. قال لي إنّه في إجازة وإنّه سيُرسل شخًا من الجيش لفحص الموضوع. بعد قرابة عشر دقائق حضر الجيش والشرطة، 5-10 سيّارات، ومعهم الشاباك والكثير من الناس. سألتني الشرطة عن هويّة صاحب السيّارة وسجّلوا إفادتي. قالوا لي “المهم أنّك على قيد الحياة”. ورأينا أيضًا وجود كتابات رُشّت في الموقع. ترجمت لنا الشرطة ما جاء فيها: “تدفيع الثمن العربي الجيّد هو عربي ميت، انتقام يتسهار”، وأيضًا “اليوم بالممتلكات، غدًا بالأرواح”.
أغلقت الشرطة الموقع بشريط أحمر، وجمعت عيّنات من الحريق وبصمات أصابع. ظلّت الشرطة في الموقع حتّى الخامسة صباحًا. وسجّلوا أيضًا إفادات من اثنين من أبناء أخوتي، لكنّهم أوضحوا بأنّني المُشتكي وقالوا إنّهم سيتصلون بي مجدّدًا إذا اقتضت الحاجة. وقالوا لي أيضًا إنّهم سيُعطونني نسخة من الشكوى لكنّهم لم يفعلوا.
السيّارة مُلكي، لكنّها في الأصل تحمل لوحة ترخيص إسرائيليّة أُنزِلت عن الشّارع، أي أنّها من دون ترخيص.
وبدلًا من الاحتفال بالسنة الجديدة مع العائلة، انشغلنا بالحريق.