
تقع قطعة الأرض على مسافة 700 متر جنوبيّ القرية، وحوالي كيلومتر ونصف غربيّ حڤات ﭼـلعاد. تبلغ مساحة الأرض التي أملكها دونمًا ونصف، وتوجد فيها بئر ماء. قبل خمس سنوات، زرعت في قطعة الأرض 30 شتلة زيتون وستة أشجار تين. قبل سنتين، في شهر آب 2007، اقتلع مستوطنون 28 شتلة زيتون وخمسة أشجار تين. لم أزرع شيئًا بعد ذلك. الأرض المحاذية لأرضي تابعة لـ “م.أ.”، وكنت قد ضمنت من هذه الأرض مساحة 19 دونمًا، والتي أفلحها منذ تسع سنوات. احتوت الأرض 130 شجرة زيتون، 20 شجرة تين، 100 كرمة، 100 شجرة لوز، كنت قد زرعتها بنفسي. أحرث الأرض ثلاث مرات في السنة. قبل عامين، عندما اقتلعوا الأشجار من أرضي، اقتلعوا أيضًا أشجارًا من قطعة الأرض هذه، وتبّقت فيها: 105 شجرات زيتون، 6 شجرات تين، 21 كرمة و10 شجرات لوز.
في شهر نيسان من العام الماضي، بدأت بحفر بئر في أرضي، وعندما بلغت عمق أربعة أمتار، تركت الأدوات في قاع البئر. في شهر آب من العام الماضي، أتيت لمتابعة العمل واكتشفت أنّهم سرقوا الأدوات: ثلاث مطارق كبيرة، مطرقتين صغيرتين، فأسين، معولًا وثلاث سلال مطاطيّة لإخلاء النفايات. بحثت في كل مكان ولم أجد شيئًا.
بعد أسبوعين، اشتريت أدوات جديدة وتابعت الحفر. حضر ثلاثة مستوطنين في العشرينات من عمرهم. حمل أحدهم بندقية عوزي، وقال لي: “إذا قلت لك أن تذهب إلى منزلك، فهل ستنصرف؟”. تظاهرتُ بعدم سماعه ومن ثم صوّب البندقية إلى رأسي وقال: “إذا أطلقت عيارًا ناريًا في رأسك، فهل ستنصرف؟”. قلت له إنّني لن أنصرف لأنّ هذه أرضي. لم أقدّم أيّ شكوى عن جميع هذه المضايقات، لأنّني لم أكن أعرف أنّ الأمر ممكن. أبلغت الصليب الأحمر فقط، عند تقديم البلاغ الأخير، أعطوني رقم هاتف منظّمة ييش دين. عندئذٍ تواصلت معهم.
في يوم الإثنين، الموافق 16.11.2009، خرجت في السابعة صباحًا برفقة زوجتي، وأخذت الحمار لحراثة أرضي وتلك التي استأجرتها، لزراعة الفول. في الثامنة والربع، أخبرتني زوجتي بأنّ هناك مستوطنين على مسافة عشرين مترًا. تراوحت أعمارهم بين الـ 16 والـ 17. اقترب أحدهم مني وأخذ يتبعني، ومن ثم رفعت العصا فوق الحمار ليرى أنّ لديّ عصا، في حال كان ينوي مهاجمتي. نظر نحوي، وبعد خمس دقائق تقريبًا، عاد إلى أصدقائه وأخذوا يتهامسون.
اعتقدت زوجتي أنّهم سيهاجموننا، واعتقدت أنا أنّهم سيسرقون الأدوات التي وجدت على بعد 15 مترًا. كان هناك سرج، أكياس توضع على السرج وبطانية توضع على ظهر الحمار. اقتربوا من السراج، وضع أحدهم السراج على ظهره كالحمار، بينما أخذ الآخرون باقي الأشياء. لحقت بهم حتى مسافة 100 متر باتجاه حڤات ﭼـلعاد، ولكنني لم أتمكّن من الإمساك بهم. خشيت أن أقترب من البؤرة الاستيطانيّة، كي لا أتعرّض للضرب.
بعد بضع دقائق، رأت زوجتي سيارة جيݒ تابعة لحرس الحدود، على بعد 300 متر. سرت باتجاه سيارة الجيݒ، وعند بلوغي مسافة 20 مترًا، ناديت الجنود. ترجّل من السيارة جنديّان. سأل أحدهما عمّا حدث، وأخبرته بالتفاصيل. قال لي أحد الجنود إنّه رأى ثلاثة مستوطنين، ارتدى أحدهم سترة سوداء (المستوطن الذي اقترب مني)، وأضاف قائلًا إنّ المستوطنين كانوا مزوّدين بكاميرا، وعندما رأوا الجنود ابتعدوا عن المكان كي لا يراهم الجنود. استفسر الجندي عن اسمي، بطاقة هويتي الشخصيّة ورقم هاتفي، وقال إنّه سيفحص الأمر، وإذا توصّلوا إلى معلومات، سيبلغوننا بذلك.
بعد نصف ساعة تقريبًا، اتّصل الجنود، قالوا إنّهم موجودون في المستوطنة وسألوا ما إذا رأيناهم. زوجتي رأتهم. سألوا “إلى أين اتّجه المستوطنون؟”، قلت لهم إن هناك منزلين عند المنحدر، لونهما أصفر، وإنّ المستوطنين دخلوا إلى المنزل الأيسر، بعد بضع دقائق، عاود الجنود الاتصال وأخبرونا بأنّهم تحدّثوا مع المستوطنين الذين تعهّدوا بإعادة المعدّات المسروقة للجيش حتى المساء، وعندئذ سيقوم الجنود بإعادتها إليّ. لم يتّصل أحد حتى الآن، ولم يعيدوا شيئًا.
المستوطن الذي اقترب منّي كان قصير القامة، ارتدى سترة سوداء، كانت لديه سوالف، عيناه زرقاوان، بنيته نحيلة، شعره أحمر وكان يعتمر قلنسوة (كيݒا). كانت لجميعهم سوالف، ويصعب عليّ وصف الاثنين اللذين وقفًا بعيدًا. ولكنني أستطيع التعرّف إلى ذاك الذي اقترب منّي.
تكلفة الأدوات التي سرقت تُقدّر بـ 1,500 شيكل جديد.
قرار سلطات تطبيق القانون في نهاية التحقيق
في تاريخ 11.9.2001 رفضت النيابة العامة الاستئناف الذي قدّمته ييش دين على إغلاق الملّف بتسويغ أنّ “الأدلّة لا تشكّل قاعدة كافية لتقديم لائحة اتّهام”.