

أنا من سكّان دُورا القَرِع وأعيش مع زوجتي وأولادي الخمسة، أصغرهم ابن سنتيْن، في الحيّ الجنوبيّ- الشرقيّ من القرية، ضاحية الزراعة. تحدّ الحيّ مستوطنة بيت أيل ويقع بيتنا على مسافة نحو 300 متر شمال سياج المنطقة الأمنيّة الخاصّة حول المستوطنة.
منذ سبع سنوات ونحن نعاني التنكيلات المتكرّرة من مستوطني بيت أيل. في السنوات الأخيرة وقعت خمس حوادث حرق سيّارات وتخريب ممتلكات، مثل تكسير الحمامات الشمسيّة والنوافذ. يقف المستوطنون إلى جانب سياج المنطقة الأمنيّة الخاصّة ويُلقون الحجارة والزجاجات علينا، أمام نظر الجنود. وأحيانًا يقوم الجنود بأنفسهم بإطلاق الغاز المُدمِع على الحيّ.
توجد على طول المنطقة الأمنيّة الخاصّة كاميرات حراسة تابعة للمستوطنة، وهي توثّق كلّ شيء على الأرجح. وأنا أومن بأنّ المُركّز الأمنيّ في المستوطنة يرى كلّ ما يحدث. فإذا تجرّأ ولد من طرفنا على الاقتراب من سياج المنطقة الأمنيّة الخاصّة، فنراهم يستدعون الجيش فورًا من أجل طرده.
في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل من ليلة الحادثة، 31.12.2013، سمعنا طرقًا على باب البيت. فتحت زوجتي الباب، وقال لها جارنا وهو ابن عمّي: “سيّارتكم تحترق”.
أيقظتني زوجتي، ونزلتُ فورًا وخرجتُ إلى الشارع وهناك رأيتُ ثلاث سيّارات تحترق: بي إم ڤي وݒيجو تابعتين لجيراني ورينو كليو 2013 تابعة لي. وتبلغ قيمة سيّارتي 160,000 ش.ج.
بدأتُ بالصراخ بكلّ قوتي وبدأ الجيران بالخروج من بيوتهم مع دلاء مياه وأنابيب ريّ لكنّ النار كانت قويّة جدًا. وصلت المطافئ من بير زيت خلال ربع ساعة وأطفأوا النار لكنّ السيّارات كانت قد اقترحت بشكل شبه كامل تقريبًا.
بعد نحو الساعة، وقرابة السّاعة الرابعة والنصف، حضرت سيّارتا جيݒ عسكريّتان. التقط الجنود الصور للسيّارات. في السّاعة التاسعة صباحًا حضرت سيّارتا شرطة إسرائيليّتان، برفقة ثلاث سيّارات جيݒ عسكريّة. سجّلوا إفاداتنا وتجوّلوا في الحيّ، وعثروا على آثار أقدام في الوحل وصوّروها.
لم نرَ كتابات الـﭼرافيتي إلّا لاحقًا، وجاء فيها “تحية إلى جون كيري”، “البقية ستأتي”، وغيرها.
أولاد القرية الذين رافقوا الشرطة قالوا لي إنّهم رأوا فتحة كبيرة في السياج الشائك وبجانبه حاوية مواد مشتعلة.