
لديّ قطعة أرض تبلغ مساحتها 20-25 دونمًا، وتقع شرقيّ قرية فرعتا، على بعد 2.5-3 كيلومترات من القرية، وحوالي كيلومتريْن جنوبيّ البؤرة الاستيطانيّة حَڤات ﭼِلعاد. الأرض مزروعة بالقمح والخضار. أحضرُ إلى الأرض كلّ يوم تقريبًا، حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحًا. تبعد أرضي مسافة 200-300 متر عن أرض “س.ط.”، والد “ن.ط.”.
في يوم الإثنين، الموافق 1.6.2009، خرجت إلى الأرض في الساعة 5:30 صباحًا. في الساعة 11، تلقيت اتصالًا هاتفيًأ من ن”ط الذي أعلمني بأنّ المستوطنين أشعلوا النار بجوار أرضه. غادرت أرضي وسرت باتّجاه قطعة الأرض التابعة لوالد “ن.ط.”. تواجد “ن.ط.” ووالده في قطعة الأرض، وبدأ ثلاثتنا بإخماد النار التي اشتعلت بقرب أرضهما. أثناء إخماد النار، أتت سيارة بيضاء تابعة لمستوطنين. كانوا مزوّدين بزجاجات حارقة، وألقوا بها في حقول القمح. ركب السيارة أربعة مستوطنين، ترجّل منها واحد فقط، وألقى بالزجاجات الحارقة. كان ملثّمًا. ألقى بالزجاجة الحارقة، ومن ثم ألقى بغيرها في مكان آخر. عندما أخمدنا النار بجوار أرض “س.ط.”، ابتعد المستوطنون وبدأوا بإضرام النار في أماكن أخرى، في الجهة الشرقيّة. أوقف المستوطنون المركبة، ترجّلوا منها جميعًا، وبدؤوا بإضرام النار في أراضٍ أخرى.
باشرت بالاتصال بأشخاص من القرية ليأتوا لمساعدتنا على إخماد النار. حضر أربعة أو خمسة شبان من القرية، استغرق وصولهم إلى المكان حوالي نصف ساعة. وعند وصولهم، كانت ألسنة النار قد ارتفعت وانتشرت، ولم نتمكّن من السيطرة عليها. اتّصلت بإطفائية قلقيلية، واستغرق وصولهم إلى المنطقة نصف ساعة. حضروا قرابة الساعة 12:00. الأرض جبليّة، ولذلك لم تتمكن سيارة الإطفاء من الوصول إلى جميع مناطق الحريق.
عند حضور سيارة الإطفاء، هاجمنا مستوطنون، زاد عددهم عن المائة، وقد أتوا مشيًا على الأقدام. كان معظمهم ملثّمين، خلعوا ستراتهم وغطّوا وجوههم بها. بدؤوا برشقنا بالحجارة. أثناء رشق الحجارة، ألقى أحد المستوطنين تجاهنا زجاجة حارقة. أصابت الزجاجة الحارقة سيارة المستوطنين البيضاء، اشتعلت فيها النيران واحترقت بالكامل. في نفس الوقت تقريبًا، حضر الجيش. رأيت ثلاثة سيارات جيب عسكريّة وسيارة جيب تابعة للشرطة. ترجّل من سيارات الجيب خمسة-ستّة جنود. عندما رأى المستوطنون الجنود، ابتعدوا باتجاه البؤرة الاستيطانيّة حفات غلعاد.
في غضون ذلك، كان “ن.ط.” قد أصيب في رجله بحجر ألقاه المستوطنون. سرت معه باتجاه أحد الجنود وأريته رجله التي كانت تنزف، ضمّد الجندي رجل “ن.ط.” وطلب منه الذهاب إلى المستشفى. أبعد الجنود المستوطنين، وبدأنا بإخماد النار. استمرينا في ذلك حتى الساعة الرابعة والنصف-الخامسة، حتى نجحنا في إخماد الحريق بالتعاون مع رجال الإطفاء. التهم الحريق حوالي 500 دونم، وحوالي 1500 شجرة زيتون. بعد الساعة 16:30، غادرت سيارة الإطفاء المكان.
بقيت في أرضي. نصبت خيمة هناك، وقررت المبيت في الأرض تلك الليلة. تابعت المبيت في الأرض في الليالي التالية خشية أن يحرقوا الأرض. بقيت هناك برفقة زوجتي وولديّ- أحدهما في الـ 19 من عمره والثاني في 14.
في يوم الأربعاء، الموافق 3.6.2009، في الساعة الثانية فجرًا، كنت ما أزال ساهرًا. كان لديّ مصباح كاشف، ورأيت شخصين ملثّمين أشعلا النار في أرضي وهربا باتجاه البؤرة الاستيطانيّة حَڤات ﭼِلعاد. ارتدى أحدهما سترة حمراء والآخر بيضاء. رأيت أيضًا أربعة أشخاص آخرين يشعلون النار في مكان آخر. هربت المجموعتان باتجاه البؤرة الاستيطانيّة. لم أرَ جيدًا الأشخاص الأربعة من المجموعة الثانيّة، ولم ألحظ ما إذا كانوا ملثّمين.
بدأت بإطفاء النار، وانضم إليّ ولداي وزوجتي. عندما بدأت بإطفاء النار، اتّصلت بابن عمّي “ع” وبـ “س.ط.”، والد “ن.ط.”، لينضمّا إلينا لإطفاء النار، خشية من عدم تمكّننا، أنا وولديَّ، من القيام بذلك وحدنا. أتيا في الساعة الثانية والربع فجرًا، وتمكّنا من إطفاء النار. احترق جزءٌ بمساحة 20 مترًا مربّعًا. لم يكن الضرر جسيمًا. بقينا يقظين حتى الصباح.
بقيت في الأرض حتى يوم الجمعة، 5.6.2009. في يوم الجمعة فجرًا، نزل من اتّجاه البؤرة الاستيطانيّة حَڤات ﭼِلعاد ثلاثة مستوطنين. كنت في الأرض برفقة شقيقي “ر” وابن عمّي “ع” وولداي وزوجتي. رأيناهم لأنّهم كانوا مزوّدين بمصباح كاشف. سمعناهم يتحدّثون، كانوا على مسافة 150 مترًا من مكان وجودنا. قالوا لبعضهم “هيا، اقتربوا، لا يوجد أحد”. تحدّثوا بالعبريّة، أفهم العبرية قليلًا، ويفهمها شقيقي “ر” أيضًا. أضأتُ المصباح الكاشف وركضنا نحوهم، بينما هربوا هم باتجاه البؤرة الاستيطانيّة.