

أنا من سكّان تُرمُسعيّا، مزارع، وأملك مع عائلتي أراضيَ زراعيّة في الجهة الجنوبيّة للقرية، بجوار بؤرة عادي-عاد الاستيطانيّة، التي تقع في معظمها على أراضي عائلتنا. نحن موجودون في وضعيّة صعبة للغاية تتعلق بعنف المستوطنين الذين يأتون من بؤرة عادي-عاد. نحن نعاني منهم منذ سنوات. ومع أنّهم كانوا عنيفين على الدوام، إلّا أنّني أشعر بارتفاع مقلق وخطير في عدد الأحداث وخطورتها منذ تقديم ييش دين للالتماس ضد البؤرة لدى المحكمة العليا الإسرائيليّة.
في الساعة العاشرة صباحًا من يوم أمس، الموافق 21.3.2015، كنّا في الأرض وعملنا في الغرس برفقة أربعة عمّال. كنتُ على بعد نحو 700 متر جنوبيّ البيوت الأخيرة من بؤرة عادي-عاد، وهي منطقة مُصنّفة كمنطقة B وليست منطقة C.
فجأة دهمنا على حين غرّة 12 مستوطنًا ملثّمًا. كُنّا مستغرقين في العمل، وقد اقتربوا حتى مسافة 10-15 مترًا منّا. كانوا جميعهم يرتدون الملابس البيضاء، وهي ملابس يوم السبت. عندما رأيتهم بدأتُ بالركض صوب سيّارتي وعندها استلّ أحدهم مسدّسًا وأطلق الرّصاص تجاهي. سمعتُ صوت رصاصتيْن. ولحسن حظّي لم تُصبني الرصاصتان. ركبتُ السيّارة وسافرتُ مسرعًا مع العُمّال. بعد أن ابتعدتُ رأيتهم يعودون باتّجاه البؤرة الاستيطانيّة.
اتّصلتُ بالشرطة وبمديريّة الارتباط الإسرائيليّة. وخلال نحو 40 دقيقة حضر أفراد الارتباط والشرطة. وقد جاءوا إلى المنطقة التي وقع فيها إطلاق الرصاص، وبحثوا لكنّهم لم يعثروا على العُبوّات الفارغة.
أنا أرى أنّ هذه الحادثة هي حادثة جسيمة وخطيرة. إنها تصعيد على مستوى عنف المستوطنين وأنا موجود في خطر حقيقيّ. ويتطلّب هذا الأمر عناية أكثر جديّة من كلّ الجهات. كنتُ أعرف أنّنا سنصل إلى هذه المرحلة من العنف، لأنّ عشرات الشكاوى التي قدّمناها ضدّ المستوطنين لم تُفضِ إلى شيء: لا عقاب ولا تطبيق للقانون، وهذه هي النتيجة.