
يقع منزل العائلة بالقرب من المجلس، على الطريق الداخليّ المارّ من بيتين. المنزل مكوّن من طبقتيْن ومبنيّ من الحجر. في الجهة اليسرى من المدخل، توجد منطقة مُغطّاة بدالية عنب (أوراقها متساقطة الآن)، عُلّق عليها مصباحان. تؤدّي هذه المنطقة إلى كراج سيارات مغلق بواسطة مصاريع.
نعيش حاليًا أنا وزوجتي وحدَنا في المنزل، يعيش أبناؤنا بمفردهم حيث يتواجد بعضهم في الولايات المتّحدة.
توجد بجوار القرية، فوق تلّة، منطقة تعود ملكيّتها لخمس عائلات. إنّها عبارة عن أرض زراعيّة تحوي عددًا من المنازل الريفيّة الفارغة، اقتحمها المستوطنون وأطلقوا عليها اسم البؤرة الاستيطانيّة ﭼﭭـعات أور.
لا يملك المستوطنون إذنًا لدخول القرية، لكنّهم بعد أن استقرّوا على التلّة، قبل حوالي 10 أيام أو أسبوعين، بدأوا بالمرور منها بهدف نقل معدّاتهم إلى المنازل الريفيّة التي اقتحموها. فباستثناء طريق القرية، لا يمكنهم الوصول إلى المنازل إلّا عبر تسلّق التلّة سيرًا على الأقدام، بينما يؤدّي الطريق الداخليّ للقرية إلى المنازل الريفيّة. بدأ المستوطنون بالمرور من القرية ونقل المعدّات الثقيلة إلى البؤرة التي اقتحموها. نتيجة لذلك، أثاروا الخوف لدى الأطفال وجميع السكّان. قرّر سكّان القرية إغلاق الطريق لمنع المستوطنين من المرور منه. ردًّا على ذلك، وصل المستوطنون مساء السبت وأثاروا الشّغب.
في تاريخ 17.2.2008، الساعة 20:30 تقريبًا، جلسنا في المنزل واحتسينا القهوة. فجأةً، سمعنا ضجيجًا، إلّا أنّنا لم نجرؤ على الخروج لرؤية ما يحدث. كان من الواضح أنّ الضجيج يصدر عن مجموعة من المستوطنين. فقاموا بإلقاء الحجارة تجاه المنزل، وأصابوا بعض المصاريع، وكسروا المصباحيْن المعلّقين عند مدخل الكراج وامتلأت المنطقة بالحجارة. بدأنا نجري الاتّصالات مع أصدقائنا في القرية مناشدين إيّاهم التدخّل، واستغرق الأمر ما يقارب النصف ساعة حتّى تجمهروا، وعند وصولهم إلى المكان كان المستوطنون قد فرّوا هاربين. اتّضح فيما بعد أنّ المستوطنين ألحقوا ضررًا بسيّارة وقفت بالقرب من المكان بالإضافة إلى إلقاء الحجارة على منزلنا. تعود هذه السيّارة لأشخاص من قرية أخرى كانوا قد جاؤوا في زيارة عائليّة. عادةً أترك سيّارتي خارج المنزل لكنّي في هذا اليوم، ولحسن حظّي، وضعتها داخل الكراج وبالتالي لم تتعرّض للضرر.
في الوقت ذاته، أثناء إلقاء الحجارة، أبلغنا الشرطة التي وصلت إلى المكان بعد 25 دقيقة تقريبًا. تحدّث إلينا ضابط وصوّر المنطقة المليئة بالحجارة. استجوبتني الشرطة بشأن ما حدث، ثمّ اقترح الضابط أن نتوجّه إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى والإدلاء بشهادتنا. قرابة الساعة 11 مساءً، لحقنا برجال الشرطة إلى مركز شرطة بنيامين، حيث أدليت بشهادتي باللغة العربيّة. لم أتلقّ أيّ مصادقة على تقديم الشكوى. أوضح لي الضابط أيضًا أنه لا يحقّ لي الدفاع عن نفسي ضدّ مثيري الشغب، ما يتوجّب عليّ فعله هو الاتّصال بالشرطة في كلّ مرّة يحدث فيها موقف مشابه. أخبرنا أيضًا بأنّهم قاموا بمطاردة المستوطنين واعتقال 11 شخصًا منهم، لكن في صباح اليوم التالي أُطلق سراحهم جميعًا. لا شكّ أنّ الخوف يلازمنا ونخشى معاودة التعرّض للمضايقات.